هذه الصورة مركّبة وتظهر في الحقيقة حرق علم تركيا خلال تظاهرة في العراق عام 2015

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة ادّعى ناشروها أنّها تظهر إحراق العلم التونسي بدلاً من التركي عن طريق الخطأ، خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدنٌ عراقيّة عدّة عقب تعرّض منتجع سياحي في كردستان لقصف مدفعي حمّلت بغداد الجيش التركي مسؤوليته. إلا أنّ الصورة مركّبة وتظهر حرق العلم التركي خلال تظاهرة في بغداد سنة 2015. 

يظهر في الصورة محتجّون أحدهم يحمل العلم العراقي وآخر يحرق ما يبدو أنّه علم تونس. وجاء في النصّ المرافق "بعد ظنّهم أنهُ العلم التركي ... محتجون غاضبون في السماوة (جنوب العراق) يحرقون علم تونس".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تمّوز/يوليو 2022 عن موقع فيسبوك

قصف على منتجع سياحي في كردستان

ويأتي انتشار هذه الصورة في ظلّ تنديد شعبي وسياسي واسع في العراق إثر تعرض منتجع سياحي في قضاء زاخو في إقليم كردستان لقصف مدفعي حمّلت بغداد الجيش التركي مسؤوليته، أودى بحياة تسعة مدنيين بينهم نساء وأطفال وأدّى إلى إصابة 23 آخرين بجروح، بتاريخ 20 تمّوز/يوليو. 

وغداة الهجوم تظاهر المئات أمام مراكز لمنح تأشيرات دخول إلى تركيا، وسط إجراءات أمنية مشددة، مطالبين بطرد السفير التركي من العراق.

صورة مركّبة وقديمة

إلا أنّ الصوة المتداولة مركّبة ولا علاقة لها بالاحتجاجات الأخيرة. 

فقد أرشد البحث إلى النسخة الأصليّة منها على موقع وكالة "رويترز"، ويظهر فيها العلم التركي لا التونسي، كما ادّعت المنشورات المضلّلة. 

Image

كما أنّ الصورة ليست حديثة العهد بل التقطت في 12 كانون الأول/ديسمبر 2015، خلال تظاهرة في ميدان التحرير وسط بغداد ضدّ نشر قوات عسكريّة تركيّة في العراق. 

ويعود الوجود العسكري التركي في العراق إلى 25 عاماً. وتتمركز القوات التركية في نحو 40 موقعاً وقاعدة عسكرية في شمال البلاد، من حيث تتعقب مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يشنّ تمرداً ضدّها منذ العام 1984، ويتّخذ من جبال شمال العراق قواعد خلفية له. 

وفيما يصعب تأكيد الأرقام، تنشر تركيا في شمال العراق "بشكل دائم" نحو "5 آلاف إلى 10 آلاف" عسكري، وفق تقرير لسليم تشيفيك في المعهد الألماني للعلاقات الدولية والأمن في برلين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا