العدد المتداول من صحيفة معاريف الإسرائيلية قديم ولا يصف عبد الفتاح البرهان بأنه "جاسوس إسرائيل" مثلما ادّعت منشورات مضلّلة

تناقلت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيّما في السودان صورة لصحيفة إسرائيليّة باللغة العبريّة قيل إنها أشادت في الأيام الماضية بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ووصفته بأنه "أهمّ جاسوس في إفريقيا منذ تأسيس إسرائيل". لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالصورة المنشورة هي من عدد من صحيفة معاريف الإسرائيلية صدر قبل نحو عامين، والمقال المنشور يتحدّث عن لقاء البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتانياهو في أوغندا.

يظهر في الصورة ما يبدو أنها صحيفة إسرائيليّة باللغة العبرية، وفيها صورة للفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، أعلى سلطة في السودان حالياً.

وجاء في التعليقات المرافقة "الصحف الإسرائيليّة تودّع البرهان بحسرة، وتقول (..) إسرائيل فقدت أهمّ جاسوس في إفريقيا منذ تأسيس إسرائيل".

وأضافت المنشورات أن الصحف "تدعو الحكومة الإسرائيلية لعدم التفريط بالبرهان".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 حزيران/يونيو 2022 من موقع فيسبوك

السودان وإسرائيل

في 6 كانون الثاني/يناير 2021، وقّع السودان على ما سمي "اتفاقات أبراهام" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وحصل في الوقت نفسه على مساعدات مالية من الولايات المتحدة، بعد أسابيع من شطب الخرطوم من القائمة الأميركية للدول المتهمة بتمويل الإرهاب.

وكانت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل. وجرى التوقيع بوساطة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أيلول/سبتمبر 2020، قبل أن تطبّع البحرين والمغرب والسودان علاقاتها أيضا مع الدولة العبرية.

حقيقة الصورة

بحسب صحافيي وكالة فرانس برس الذين يفهمون اللغة العبريّة، تُظهر الصورة المتداولة الصفحة الأولى من عدد من صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة.

وهذا العدد لم يصدر في الأيام الماضية مثلما ادّعت المنشورات، بل قبل أكثر من عامين، وتحديداً في شباط/فبراير من العام 2020.

ماذا يقول النصّ العبريّ؟

العنوان الذي وضعته الصحيفة ترجمته للعربية "السودان يتقارب مع إسرائيل".

ويتحدّث المقال عن لقاء جمع البرهان ونتانياهو في أوغندا آنذاك.

ففي الثالث من شباط/فبراير 2020، التقى البرهان بنتانياهو في عنتيبي في أوغندا، من دون أن يبلغ مسبقاً مجلس السيادة الانتقالي الذي كان تألف قبل بضعة أشهر إثر الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في نيسان/ابريل 2019.

وفي اليوم التالي، أعلن البرهان في بيان ان هذا الاجتماع هدف إلى "صيانة الأمن الوطني السوداني وتحقيق المصالح العليا للشعب السوداني".

وفي هذا السياق، صدر هذا العدد المتداول من صحيفة معاريف مع عنوان "السودان يتقارب مع إسرائيل"، ولم يأت المقال على ذكر ما جاء في المنشورات المضلّلة من "إشادة" بالبرهان أو دعوة الحكومة "لعدم التفريط به" أو أنه "جاسوس" لإسرائيل.

"وداع البرهان"؟

تحدّثت المنشورات عن "وداع" الصحف الإسرائيليّة "بحسرة" لعبد الفتاح البرهان.

لكن، بحسب صحافيي فرانس برس في السودان، ليس مطروحًا في القريب المنظور تنحّي البرهان عن أي من صلاحياته، وهو يؤكّد أنه سيغادر السلطة بعد إجراء الانتخابات التشريعيّة وتشكيل حكومة جديدة. وليس متوقعاً أن يكون ذلك قبل تموز/يوليو من العام المقبل.

هل تناولت صحف إسرائيليّة أخرى البرهان في الأيام الماضية؟

لم تأت الصحف الإسرائيلية، لا معاريف ولا غيرها، على ذكر شيء مما جاء في المنشورات المضلّلة، وفقاً لصحافيي فرانس برس في القدس وفي الضفّة الغربيّة المحتلّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا