هذا الفيديو ليس لتظاهرة جديدة في المغرب بل هو منشور قبل أشهر

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يُظهر تظاهرة في الساعات أو الأيام الماضية في المغرب احتجاجاً على الغلاء. صحيح أن ارتفاع ثمن الوقود منتصف شهر حزيران/يونيو الجاري أثار غضباً ودعوات للحكومة لحماية القدرة الشرائية للمغاربة، إلا أن الفيديو المتداول ليس جديداً، بل هو منشور قبل أشهر في سياق مشابه.

يظهر في الفيديو محتجّون في مكان مفتوح، وبعضهم يتحدّث لوسائل إعلام بلهجة غاضبة عن الشؤون المعيشيّة في المغرب.

وجاء في التعليقات المرافقة "فيديو من احتجاجات اليوم ضدّ الغلاء في المواد الغذائيّة والمحروقات والبطالة والفساد..".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 حزيران/يونيو 2022 من موقع فيسبوك

سياق ظهور المنشور

وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهرت هذه المنشورات بهذه الصيغة في السادس عشر من حزيران/يونيو الجاري، أي في اليوم نفسه الذي قاربت فيه أسعار الغازوال 16 درهماً لليتر (نحو 1,6 دولار) وحوالى 18 درهماً لليتر الواحد من البنزين (نحو 1,8 دولار). ووصفت وسائل إعلام محلية هذه الارتفاعات "بالقياسية" و"غير المسبوقة". 

وتجددت معها المطالب ب"التدخل العاجل لحماية القدرة الشرائية للطبقة العاملة وعموم المواطنات والمواطنين، ومراعاة حجم المعاناة التي يكابدونها"، وفق رسالة وجهتها نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي تعتبر من بين الأكثر تمثيلا بالبرلمان، إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

ويواجه المغرب منذ أشهر ارتفاعا في أسعار سلع عدة، أهمها الوقود، جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا. وبلغ معدل التضخم 4,1 بالمئة في نهاية نيسان/أبريل. 

وسبق أن أثار ارتفاع أسعار الوقود مطالب في السنوات الأخيرة بتحديد هوامش الأرباح التي تجنيها شركات التوزيع، والتي تعود ملكية أبرزها إلى رئيس الحكومة، ما أثار أيضاً انتقادات حول "تضارب للمصالح". 

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو ليس مصوّراً في الأيام القليلة الماضية مثلما ادّعت الصفحات والحسابات الناشرة.

فقد أرشد التفتيش عنه على محرّكات البحث أنه منشور قبل ذلك بأشهر، وتحديداً في العشرين من شباط/فبراير الماضي.

وفي ذلك اليوم، خرجت تظاهرات في مدن مغربيّة عدّة احتجاجاً على غلاء المعيشة و"التهميش"، ورُفعت أيضاً بعض شعارات حركة 20 فبراير مثل "إسقاط الاستبداد والفساد" و"حرية كرامة عدالة اجتماعيّة" وفقاً لصحافيي فرانس برس

ونُشر الفيديو آنذاك مرفقاً بالتعليق نفسه الذي أعاد الناشرون الجدد له نسخه ولصقه في منشوراتهم بما في ذلك عبارة "فيديو من احتجاجات اليوم".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا