هذه الصور قديمة ولا علاقة لها بالفيضانات التي تضرب شمال شرق الهند أخيراً

بالتزامن مع الأمطار والفيضانات التي غمرت مناطق في شمال شرق الهند، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة صور ادعى ناشروها أنّها تظهر الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة الطبيعيّة التي وصفوها بأنها "عقاب من الله" في ظلّ موجة الغضب في العالم الإسلامي بسبب التصريحات التي أدلت بها مسؤولة كبيرة في الحزب الحاكم في الهند عن النبيّ محمّد. صحيح أن الفيضانات في الهند تسبّبت بأضرار جسيمة، إلا أنّ صور المنشور جميعها قديمة ومستخدمة خارج سياقها.

يضمّ المنشور مجموعة صور لآثار فيضانات وسيول غمرت شوارع. وعلّق ناشرو الصور بالقول "أكثر من نصف مليون شخص فروا من منازلهم هرباً من فيضانات في ولاية آسام شمال شرقي الهند..." وختموا المنشورات بالقول "إنّ الله عزيز ذو انتقام" في إشارة إلى اعتبارهم الفيضانات "عقاباً إلهياً".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 حزيران/يونيو 2022 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذه الصور بالتزامن مع فيضانات نتجت عن أمطار موسميّة في الهند وبنغلادش أدت إلى مقتل العشرات وتشريد الملايين.

وفي آسام الهنديّة تحديداً تضرر أكثر من 2,6 مليون شخص من الفيضانات بعد خمسة أيام من الأمطار المستمرة.

وتهدد الفيضانات باستمرار الملايين في الهند وبنغلادش. لكن خبراء يقولون إن تغير المناخ يزيد من وتيرتها وشدتها ويضعف إمكانية توقع حدوثها.

ويربط المستخدمون هذه الفيضانات بكلمة "عقاب" في إشارة إلى أنّ ما يحدث هو نتيجة تصريحات أدلت بها المتحدّثة باسم الحزب الحاكم في الهند بشأن العلاقة بين النبيّ وأصغر زوجاته عائشة خلال نقاش في برنامج متلفز أثارت موجة غضب في العالم الإسلاميّ.

وتواجه حكومة ناريندرا مودي القومية الهندوسية اتّهامات مستمرّة باستهداف الأقليّة المسلمة.

وشهدت مدن إسلامية ولا سيّما في آسيا تظاهرات غاضبة فيما استدعت حكومات نحو عشرين دولة إسلامية السفراء الهنود لديها للحصول على تفسيرات.

صور قديمة مستخدمة خارج سياقها

إلا أنّ كلّ الصور التي ضمّها المنشور لا علاقة لها بالفيضانات الحديثة.

فقد أظهر التفتيش عنها أنها منشورة في أزمنة وأمكنة مختلفة وفي ما يلي حقيقتها:

الصورة الأولى وزّعتها وكالة فرانس برس في 11 آب/أغسطس 2019 وهي ملتقطة في منطقة بلجاوم الهنديّة الواقعة شمال مدينة بنغالور الجنوبيّة.

Image

الصورة الثانية ملتقطة في أحمد أباد في الهند أيضاً وهي تظهر منطقة سكنية غمرتها الفيضانات. والصورة منشورة قبل ثلاث سنوات على موقع وكالة رويترز.

Image

الصورة الثالثة ملتقطة بعدسة مصوّري وكالة فرانس برس في الهند في آب/أغسطس 2019 وهي تظهر عسكريين يحاولون إنقاذ أشخاص عالقين في الفيضانات في ولاية ماهاراشترا.

Image

الصورة الرابعة حديثة، لكنّها ملتقطة في بنغلادش، وليس في الهند، التي تشهد هي الأخرى أمطاراً غزيرة أدت إلى فيضانات.

Image

الصورة الخامسة ملتقطة في مومباي الهندية في الرابع من أيلول/سبتمبر 2019 وهي منشورة على موقع وكالة "غيتي إيمدجز".

Image

الصورة السادسة ملتقطة عام 2017 في شهر آب/أغسطس في مومباي أيضاً وقد وثقتها عدسات مصوّري وكالة الأناضول.

Image

أما الصورة السابعة والأخيرة فملتقطة من الجوّ وهي تظهر المنطقة الممتدّة بين بادلابور وفانغاني التي غطتها الفيضانات بعد أمطار موسمية غزيرة. وقد وزّعت الصورة وكالة فرانس برس في 27 تموز/يوليو 2019.

Image

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا