هذا الفيديو مقتطع وأوباما لم يكن يتحدّث خلاله عن خطط أميركية للتأثير على الرأي العام

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وهو يكشف بـ"زلّة لسان" عن خطط بلاده للتأثير على الرأي العالم  في الدول الأخرى. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مجتزأ، وأوباما كانت يتحدّث عن خطط الأنظمة الاستبدادية في هذا المجال، وليس عن سياسات بلده.

يظهر الفيديو أوباما وهو يلقي كلمة أرفقت بما قيل إنّها ترجمة لمضمونها بعض مما جاء فيها " تحتاج فقط إلى إفساد مجال الرأي العام لبلد ما… ونشر ما يكفي من الشائعات، وزرع نظريات مؤامرة… وبمجرد أن يفقدوا الثقة في قادتهم، في وسائل الإعلام الرئيسية، في المؤسسات السياسية، في الناس، في بعضهم البعض، في الحقيقة، نحن نفوز".   

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 حزيران/يونيو 2022 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق أنّ أوباما ألقى هذه الكلمة في جامعة ستانفورد.

متى وأين ألقيت هذه الكلمة؟ 

أرشد التفتيش باستخدام كلمات مفتاح باللغة الانكليزيّة مثل "Obama Speech Stanford"، إلى النسخة الكاملة من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركيّ السابق في جامعة ستانفورد، وقد بثّ مباشرة على قناة "سي أن بي سي" الأميركيّة بتاريخ 21 نيسان/أبريل 2022. 

كما يمكن العثور على نصّ الخطاب كاملاً على مدوّنة أوباما في موقع ميديوم. وشكّل تأثير المعلومات المضلّلة على الديموقراطيّة، المحور الاساسيّ للخطاب. 

عمّا كان يتحدّث أوباما؟

إلا أنّ الفيديو المتداول مقتطع من سياقه للإيحاء بأنّ أوباما كان يتحدّث عن الاستراتيجيّة التي تعتمدها بلاده للتأثير على الرأي العام في بلدان أخرى. 

لكنّ الرئيس الأميركيّ، وقبل الوصول إلى الجزء المتداول والمقتطع، كان يتحدّث في الحقيقة عن استغلال الأنظمة الاستبداديّة والقادة الأقوياء في بلدان مثل الصين والمجر والفيليبين لمواقع التواصل الاجتماعي. 

وقال "وبالطبع استخدم المستبدّون مثل بوتين هذه المنصّات كسلاح استراتيجيّ ضدّ الدول الديموقراطيّة التي يعتبرها تهديداً له. إنّ أشخاصاً مثل بوتين وستيف بانون (مستشار ترامب السابق) يعلمون، في هذا الصدد، أنّه ليس من الضروريّ أنّ يصدّق الناس هذه المعلومة لإضعاف المؤسسات الديمقراطيّة، ما عليك إلا إغراق المساحة العامّة" بالهراء.

وأضاف أوباما في شرح ما يراه خطّة الأنظمة الاستبدادية "عليك فقط أن تطرح أسئلة كافية، وتنشر ما يكفي من الأوساخ، وتزرع ما يكفي من نظريات المؤامرة حتى لا يعرف المواطنون بعد الآن ماذا يصدّقون، وبمجرّد أن يفقدوا الثقة في قادتهم، وفي وسائل الإعلام التقليديّة، وفي المؤسسات السياسية، وفي بعضهم البعض ، وفي إمكانية وجود حقيقة، تكون اللعبة قد نجحت".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا