الفيديو الذي قيل إنه يُظهر رئيس البرلمان الليبي وهو يدعو لاستخدام العنف لدخول طرابلس مجتزأ

تداولت مواقع إعلامية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يُظهر رئيس البرلمان الليبي المقيم في الشرق عقيلة صالح وهو يتوعّد بدخول طرابلس، التي تسيطر عليها حكومة منافسة في الغرب، بالحرب أو بالسّلم. لكن هذا التصريح مجتزأ وعقيلة صالح كان يتحدّث عن قرار الحكومة التي يدعمها بتسيير الأعمال من مدينة سرت وتجنّب دخول العاصمة "حقناً للدماء".

جاء في المنشورات "عقيلة صالح يصرّح بأن العاصمة تسيطر عليها مجموعات مسلّحة ولا يمكن دخولها إلا بالقتال"، فيما ذهبت منشورات أخرى ومواقع إعلامية للقول "عقيلة صالح يدعو لدخول طرابلس بالحرب أو بالسّلم".

وأرفقت بعض هذه المنشورات بمقطع مصوّر يظهر فيه عقيلة صالح وهو يقول "الحقيقة الثابتة (..) أن طرابلس تحت سيطرة مجموعات مسلّحة ولا يمكن دخول العاصمة إلا بخيارين: القتال أو بموافقة هذه المجموعات فتكون الحكومة تحت سيطرة هذه المجموعات".

سياق ظهور هذه المنشورات

يأتي ظهور هذه المنشورات بعدما ألقى عقيلة صالح كلمة في مدينة سرت في 31 أيار/مايو، بعد مرور نحو أسبوعين على اشتباكات كادت أن تُدخل العاصمة طرابلس في دائرة الحرب مجدداً.

ففي السابع عشر من أيار/مايو، أعلنت الحكومة الموازية برئاسة فتحي باشاغا - المعيّنة من البرلمان في الشرق والمدعومة من المشير خليفة حفتر - مغادرتها طرابلس عقب اشتباكات مسلّحة استمرّت لساعات مع قوات موالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة المتمركزة هناك. وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان باشاغا دخول طرابلس برفقة عدد من أعضاء حكومته.

وتشير هذه الأحداث إلى استمرار الفوضى التي ابتُليت بها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 ولم تنجح في التخلص منها، في غياب حكومة منتخبة تقبل بها كلّ الأطياف.

تصريح مجتزأ

لكن التصريح المنقول عن عقيلة صالح مجتزأ.

فصحيح أنه تحدّث في هذه الكلمة عن أن الدخول إلى طرابلس يقتضي القتال مع القوات المتمركزة فيها أو الخضوع لها، إلا أنه أضاف "لذلك، وتجنباً لإراقة الدماء، فإن مدينة سرت الواقعة في وسط البلاد هي الحلّ الضامن لتحرّر الحكومة من السيطرة عليها".

وتابع قائلاً "خيار الاقتتال لم يعد مقبولاً بل مرفوضاً رفضاً باتًا وقاطعاً".

ولم يرد في حديث عقيلة صالح ما يدعو لاقتحام العاصمة أو لاستخدام العنف. وقد عمد ناشرو المقطع المتداول إلى حذف الشطر الثاني من كلامه.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا