هذا الفيديو لا يُظهر شابّة غربية انتهكت الهدوء في المسجد الحرام في مكّة بل رحّالة بولندية في المسجد الأمويّ في دمشق

في سياق المنشورات الهادفة لجمع تفاعلات على مواقع التواصل، تداول مستخدمون لموقع فيسبوك باللغة العربية فيديو قيل إنه يروي قصّة شابّة غربيّة ماتت في الحرم المكّي بعدما رفضت الالتزام بالهدوء في هذا المكان الأقدس لدى المسلمين. إلا أن هذه القصّة، التي تثير عناصرها الشكّ في صحّتها، لا أصل لها في أي مصدر ذي صدقيّة، أما المشاهد المستخدمة في الفيديو فهي لسائحة بولنديّة كانت في المسجد الأموي في دمشق، وليس في المسجد الحرام في مكّة.

يتألف الفيديو من مشاهد مختلفة، منها مشاهد تُظهر الحرم المكّي وأخرى تُظهر شابّة تتحدّث باتجاه الكاميرا مّما يبدو أنه مسجد.

وأرفقت هذه المشاهد بتعليق صوتي يروي قصّة عن فتاة غربيّة لم تحترم الهدوء في الحرم المكّي ورفضت تنبيهات أحد الشيوخ لخفض صوتها والكفّ عن الضحك، إلى أن ماتت بين الجموع.

Image

وحصلت هذه المنشورات على عشرات آلاف المشاركات ومئات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة على موقع فيسبوك، ونشر الفيديو أيضاً على موقع يوتيوب.

عناصر مثيرة للشكّ

نظرياً، لا يمكن الجزم بأن هذه القصّة لم تحدث. لكن عناصر كثيرة فيها تثير الشكّ في صحّتها، منها عدم ذكر اسم الفتاة المزعومة ولا اسم الشيخ الذي قيل إنه حاورها ولا ذكر تاريخ أو أي تفصيل واضح.

ومن العناصر المثيرة للشكّ في صحّة هذه القصّة، أن دخول الحرم المكّي ليس متاحاً لغير المسلمين، ومنها أيضاً أن حادثة من هذا النوع من شأنها أن تُعرف على نطاق واسع، فيما لا يُعثر على أي أثر لها على أي مصدر أو موقع ذي صدقيّة.

من هي الفتاة الظاهرة في الفيديو؟

إضافة إلى ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث عن المشاهد التي تظهر فيها الشابّة في ما يبدو أنه مسجد، إلى حسابات إلكترونية لرحّالة بولندية شابة تدعى إيفا زو بيك.

وتجول هذه الرحّالة بلدان العالم، وتُعدّ فيديوهات تعريفية عن هذه البلدان وثقافتها وعاداتها وتاريخها.

وهذه المشاهد، التي أوحى صانع الفيديو المتداول أنها مصوّرة في الكعبة، مصوّرة في الحقيقة في المسجد الأمويّ في دمشق.

ونُشر هذا المقطع في آب/أغسطس من العام 2019 في دمشق، وهو يصوّر - إضافة إلى المسجد الأمويّ الشهير، أسواقاً ومتاجر وأزقّة ومقاهي ومعالم أثريّة في العاصمة السوريّة، وتشدّد الشابّه فيه على ذكر الترحيب والحرارة التي استقبلها بها المارّة في الشوارع ومن التقت بهم هناك.

وليس في هذا الفيديو أي انتقاص لمعتقد أو انتهاك لحرمة مكان مقدّس.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا