هذا الفيديو منشور عام 2019 وليس للاحتجاجات الأخيرة في إيران

تزامناً مع الاحتجاجات التي شهدتها مدنٌ إيرانيّة عدّة في الأيام الماضية رفضاً لقرار الحكومة رفع أسعار مواد غذائية أساسيّة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه لإضرام نيران خلال هذه التظاهرات. لكنّ الفيديو في الحقيقة يعود لاحتجاجات أخرى شهدتها عام 2019 مدنٌ إيرانيّة بعد قرار مفاجئ برفع أسعار الوقود.

يظهر في الفيديو عشرات الأشخاص خلال ما يبدو أنّه تحرّك احتجاجيّ وسط الشارع على مقربة من نيران مشتعلة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 16 أيّار/مايو 2022 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق له "إيران الآن…سرقة المحلات وثورة شعبيّة وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائيّة".

احتجاجات في إيران

حصد الفيديو مئات المشاركات من صفحات عدّة، في ظلّ الاحتجاجات التي شهدتها مدنٌ إيرانيّة عدّة في الأيام الماضية قتل خلالها شخصٌ، رفضاً لقرار الحكومة رفع أسعار مواد غذائية أساسيّة، وفق ما نقلت وكالة محليّة في 14 أيّار/مايو 2022 عن عضو في البرلمان.

وأعلن الرئيس إبراهيم رئيسي في 9 أيّار/مايو سلسلة من الإجراءات لمواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها البلاد، شملت تعديلات جذرية في نظام الدعم الحكومي وزيادة أسعار مواد كزيت الطّهي واللحوم والبيض.

وبين إعلان رئيسي ودخول الأسعار حيّز التنفيذ رسمياً، نزل المئات الى الشوارع احتجاجاً في مدن عدة خصوصاً في جنوب البلاد مثل محافظة خوزستان (جنوب غرب)، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الجمعة، من دون أن يشير إلى سقوط ضحايا على هامشها.

احتجاجات عام 2019

إلا أنّ الفيديو ليس للاحتجاجات الأخيرة في إيران. 

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى أنّه منشور على موقع يوتيوب في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2019. 

وأرفق الفيديو بوسم يشير إلى مدينة شيراز الإيرانيّة وتعليق يفيد أنّ الاحتجاج متعلّق بأسعار المحروقات. 

وقد شهدت إيران آنذاك بالفعل احتجاجات واسعة انطلقت قبل يومين من نشر هذا الفيديو، تخلّلها أعمال عنفٍ امتدت إلى 40 مدينة ومنطقة، بينها طهران، أحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة ومجمعات تجاريّة ومساجد ومبان عامة، وذلك على خلفيّة قرار مفاجئ برفع أسعار الوقود. 

وأعلنت السلطات وقتها عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم أربعة من قوات الأمن ومدنيّ، فيما أشارت منظمة العفو الدولية إلى تقارير عن "مقتل 106 متظاهرين على الأقل"، وأعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من احتمال مقتل "عشرات" الأشخاص.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا