صلاة عيد الأضحى في مسجد في وسط موسكو في 11 آب/أغسطس 2019 ( اف ب / فاسيلي ماكسيموف)

المنشورات المتداولة عن "اعتبار الإسلام الدين الرسمي الثاني في روسيا" غير صحيحة

آلاف المشاركات وعشرات آلاف التفاعلات حصدتها منشورات على مواقع التواصل باللغة العربيّة تدّعي أن السلطات الروسيّة قرّرت "اعتبار الإسلام الدين الثاني على أراضيها" وإدخاله في المناهج الدراسية. لكن ما ورد في هذه المنشورات غير دقيق.

جاء في المنشورات المتداولة أساساً على صفحات مؤيّدة للسياسة الروسية في الشرق الأوسط "روسيا تقرّر اعتبار الإسلام الدين الثاني على أراضيها".

وأضافت المنشورات أن موسكو "ترفع كلّ القيود عن المسلمين" وأنها "أدخلت الإسلام في المناهج الدراسية".

يأتي ظهور هذه المنشورات في وقت تحتلّ فيه الأخبار عن روسيا وعن أوكرانيا اهتماماً كبيراً على مواقع التواصل باللغة العربية، ولا سيّما في ظلّ الانقسام بين المؤيدين للغزو الروسي لأوكرانيا وبين المعارضين له.

وظهرت في الأسابيع الأخيرة عشرات المنشورات تؤيد أحد طرفي النزاع أو تُشهّر بالآخر، لم تخل في كثير من الوقت من الأخبار المضلّلة.

في هذا السياق، ظهرت هذه المنشورات عن الإسلام في روسيا، والتي حصدت آلاف المشاركات وعشرات آلاف التفاعلات على مواقع تويتر وفيسبوك وإنستغرام.

لكن ما جاء في هذه المنشورات من معلومات خطأ أو غير دقيق.

الدين الثاني في روسيا

صحيح أن الإسلام هو الدين الثاني في روسيا من حيث الانتشار، وأن جمهوريات روسيّة في القوقاز، على غرار الشيشان وداغستان، هي ذات غالبية مسلمة، إلا أن الدستور الروسيّ ينصّ صراحة على "عدم جواز اعتبار أي دين ديناً رسمياً أو ديناً إلزامياً" في الاتحاد الروسي، وفقاً لصحافيي مكتب وكالة فرانس برس في موسكو. وبالتالي فإن ما يتردّد على مواقع التواصل عن قرار روسي باعتبار الإسلام ديناً ثانياً في روسيا لا يمكن أن يستقيم.

ولا تنشر السلطات الروسية ارقاماً رسميّة دقيقة عن عدد المسلمين على أراضيها، والذين تذكر مصادر إنهم يزيدون عن عشرين مليوناً من بين نحو 150 مليوناً.

"رفع القيود" عن المسلمين؟

جاء في المنشورات أن السلطات الروسيّة قرّرت "رفع كلّ القيود عن المسلمين" على أراضيها. لكنّ - من الناحية القانونية - لم يكن هناك أي قيود مفروضة رسمياً على المسلمين في روسيا، ما عدا تلك التي تتعلّق بمكافحة انتشار فيروس كورونا في السنتين الماضيتين، ولا سيّما ما يتعلّق بمراعاة التباعد في المساجد وتقنين عدد المشاركين في الصلوات وقياس حرارة الداخلين إلى دور العبادة.

وقد رُفعت هذه القيود الصحيّة مطلع العام الجاري في كثير من المناطق الروسية، مثل العاصمة موسكو التي أدّى صلاة عيد الفطر فيها لهذا العام أكثر من 250 ألف شخص، وفقاً للهيئات الإسلامية الرسميّة في روسيا.

هل أُدرج تعليم الإسلام في المناهج الرسميّة؟

خطأ، تعليم الإسلام لم يُدرج في المناهج التعليمية مثلما ادّعت المنشورات، لكن في العام 2012 أضيفت مادّة إلى منهاج الصفّ الابتدائيّ الرابع تحمل اسم "أُسس الثقافة الدينيّة والقيم العلمانية".

وفي هذه المادّة، يطّلع التلاميذ على مبادئ الأديان الكُبرى في العالم وليس في الأمر تخصيص للإسلام عن سواه، وفقاً لصحافيي فرانس برس في موسكو.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا