يهود متشدّدون يعتلون سطح مبنى في ضاحية بني براك قرب تل أبيب أثناء تشييع حاخام في 20 آذار/مارس 2022 ( ا ف ب / جاك غويز)

الفيديو الذي قيل إنه يُظهر مستوطناً إسرائيلياً تحت الصدمة بعد هجوم بني براك مصوّر في الحقيقة قبل الهجوم

غداة الهجمات المسلّحة التي وقعت في ضاحية بني براك قرب تل أبيب قبل أيام وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يُظهر شاباً إسرائيلياً أصيب باضطراب نفسي بسبب هذه الهجمات. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فهذا الفيديو الذي يُظهر شاباً في مستشفى وهو يتصرّف بشكل غريب، ظهر على تطبيق تيك توك قبل هذه الهجمات.

يظهر في الفيديو شاب على سرير مستشفى وهو يتفوّه، هو وأشخاص حوله لا تُرى وجوههم، ببعض الكلمات باللغة العبريّة.

وجاء في التعليقات المرافقة على مواقع التواصل باللغة العربيّة "فيديو يُظهر الحالة النفسيّة لأحد المستوطنين الذين كانوا متواجدين في عمليّة بني براك".

ويأتي ظهور هذه المنشورات غداة مقتل خمسة أشخاص الثلاثاء الماضي في 29 آذار/مارس في هجمات بالأسلحة النارية في موقعين مختلفين بالقرب من مدينة تل أبيب، وفق ما أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، في هجوم هو الثالث خلال أسبوع.

ووقعت الهجمات في مدينة بني براك القريبة من تل أبيب وفي بلدة رمات غان المجاورة، وأسفرت كذلك عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح.

ويومها، أفاد سكان من بني براك وهي بلدة يسكنها يهود متشدّدون ومن رمات غان المجاورة، أن رجلًا يقود سيارة فتح النار على المارة.

وأثارت هذه الهجمات صدمة وحالة من الخوف بين الإسرائيليين.

حقيقة الفيديو المتداول

لكن الفيديو الذي يُظهر شاباً على سرير في مستشفى لا علاقة له بهذه الأحداث.

فقد أظهر التفتيش عنه على محرّكات البحث أنه منشور على تطبيق تيك توك في السابع والعشرين من آذار/مارس الماضي، أي قبل يومين على هجمات بني براك التي وقعت في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، ما ينفي أن يكون له أي علاقة بهذه الهجمات أو أن يكون الشاب الظاهر فيه أصيب بصدمة بسببها.

ماذا يُظهر الفيديو؟

ونُشر الفيديو على تطبيق تيك توك تحت عنوا ن "الدكتور بيريز على الخطّ" باللغة العبريّة.

ورجّح صحافيو وكالة فرانس برس في القدس أن يكون هذا الفيديو مصوّراً في مستشفى هداسا في المدينة، من دون القدرة على الجزم بذلك. ويبدو أن ناشريه قصدوا منه إضحاك المشاهدين، ولا سيما للتصرّفات الغربية التي يقوم بها الشاب على السرير.

ويُسمع في بداية الفيديو صوت رجل يقول "يمكن أن تنهض"، ثم صوت امرأة "لا، لا يمكنه أن ينهض"، أما الشاب على السرير فيقول من تلقاء نفسه "هناك إرهابيّ وعليّ أن أقتله".

ومن الممكن أن تكون هذه العبارة التي قالها الشاب سبّبت التباساً عند من يفهمون اللغة العبريّة فظنّوا أن الشاب شهد على هجمات بني براك، لكن نشر الفيديو قبل هذه الهجمات يدحض ذلك.

بعد ذلك، يسمع صوت من يبدو أنها عاملة في المستشفى وهي تقول "الدكتور بيريز على الخطّ، هل يمكنك أن تتحدثي معه؟".

وفي فيديو آخر نُشر على الصفحة نفسها على تطبيق تيك توك، يُشاهد الشاب نفسه، ويُسمع صوت امرأة تقول "انظروا ماذا فعلت به الألعاب"، فتسألها امرأة أخرى "ماذا كان يفعل قبل أن يأتوا به إلى هنا" فتجيبها "كان يلعب".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا