هذه الصور لا علاقة لها بتقلّبات الطقس في ليبيا بل هي لعواصف قديمة في بلدان عربيّة

بالتزامن مع تقلّبات جوية ورياح نشطة ضربت أغلب المناطق في ليبيا في منتصف آذار/مارس الجاري، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صوراً قيل إنها لعاصفة قوية في ليبيا قادمة من الجزائر، إلا أن الإدعاء خطأ، والصور المرفقة استخدمت في سنوات ماضية ضمن سياق الحديث عن أحوال الطقس في مصر والسعودية.
 

تضمّ المنشورات صورتين تبدو فيهما أشجار عصفت في أوراقها رياح، وأجواء كأنها محمّلة بالأتربة الحمراء الغبار الأصفر.

Image
صورة ملتقطة بتاريخ 29 آذار/مارس من موقع فيسبوك

 

وعلّق الناشرون بالقول إن الصورتين هما لعاصفة أطلقوا عليها اسم "تروبين" قادمة من الجزائر تدخل ليبيا وتضرب مدن الجبل الغربي وتتّجه نحو طرابلس، متسبّبة بأضرار.

وأضافت المنشورات أن العاصفة مستمرة حتى يوم الأحد ناسبين ذلك إلى "وكالة الأرصاد الجوية الليبيّة".

وبدأ انتشار الصورتين في 26 آذار/مارس 2022 وحصدتا آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي.

أحوال جوية مضطربة في ليبيا

ويأتي انتشارُ الصور في الوقت الذي تشهدُ فيه ليبيا منذ منتصف آذار/مارس الجاري أحوالاً جوية مضطربة، وانخفاضاً في درجات الحرارة.

وبحسب صحافيي وكالة فرانس برس في ليبيا، شهدت العاصمة طرابلس رياحاً قوية وتلوّنت سماؤها باللون البرتقالي في الأسبوع الماضي (الممتدّ بين 20 و26 من الشهر الجاري).

وكان تلفزيون ليبي محلي قد نشر أيضاً عبر صفحته على إنستغرام، شريطاً مصوّراً لما قال إنه "تأثير العاصفة الترابيّة على منطقة المشروع في طرابلس".

ويظهر في الفيديو الذي وُضع في منتصفه إشارة حصرية "خاص" ما يبدو أنها أشجار نخيل وسط أجواء ترابية يطغى عليها اللون الأحمر.

وأشارت توقّعات الأحوال الجوية الرسمية ذاك الأسبوع إلى أجواء متقلبة مصحوبة برياح نشطة في أغلب المناطق قد تصل سرعتها إلى نحو 60 كيلومتراً في الساعة تتسبّب بإثارة الغبار والأتربة. 

صور قديمة

لكنّ الصورتين في المنشور المتداول قديمتان، ولا علاقة لهما بالأحوال الجويّة في ليبيا.

فقد أظهر التفتيش عنهما أنهما منشورتان سابقاً على مواقع مصريّة وسعوديّة في سياق الحديث عن أحوال الطقس في البلدين.

فالصورة الأولى: مُتداولة منذ عام 2018 في عدة مواقع الكترونية مصرية، تناولت الأحوال الجويّة وقتذاك.

Image
صورة نشرها موقع "مصراوي" في نيسان/أبريل 2018

ورغم استخدام الصورة الثانية في سياق الحديث عن أحوال الطقس في بلدان عربية أخرى مثل العراق والكويت، إلا أن أول ظهور لها - بحسب ما وقع عليه صحافيو فرانس برس - كان في مواقع إلكترونية سعودية منذ عام 2018 على الأقلّ. 

Image

ولم يتسنّ لصحافيي خدمة تقصي صحة الأخبار في فرانس برس التثبت من مكان وزمان التقاط الصورة إلا أن مجرّد نشرها قبل سنوات ينفي أن تكون مرتبطة بتقلّبات الطقس في ليبيا.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا