هذه الصور لا تُظهر دماراً حديثاً في أوديسا الأوكرانية بل حرائق بعد أعمال شغب عام 2014

ظهرت على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صور قيل إنها تُظهر الدمار الذي أحدثه الهجوم الروسي على مدينة أوديسا الأوكرانية الإستراتيجيّة الواقعة على ضفاف البحر الأسود. لكن هذه الصور تعود في الحقيقة لاحتجاجات شهدتها المدينة عام 2014 ولا شأن لها بالنزاع الدائر حالياً.

ويختلف عدد الصور المرفقة باختلاف المنشورات، ففيما اكتفت بعض الصفحات والحسابات بنشر صورة واحدة لرجل يمشي بين النيران، عمدت صفحات أخرى إلى إضافة صور تتشابه في ما بينها بتصوير حالة من الفوضى والنيران المشتعلة في أحياء مدينة.

وأرفقت هذه الصور بتعليقات تشير إلى أنها تُظهر مدينة أوديسا في ظلّ الهجوم الروسي على أوكرانيا المستمرّ منذ شهر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 24 آذار/مارس 2022 من موقع فيسبوك

وكان عدد سكان أوديسا قبل الحرب يجاور المليون نسمة، وقد فرّ منهم عشرات الآلاف وفقاً للسلطات المحليّة، وهي هدف استراتيجيّ ورمزيّ للروس.

ووفقاً لصحافيي فرانس برس في أوديسا، تحوّلت المدينة في الأيام الماضية إلى حصن منيع في انتظار هجوم روسيّ قد يقع.

حقيقة الصور

لكن الصور المتداولة في المنشورات لا تُظهر دماراً هناك بسبب الهجوم أو القصف الروسي، مثلما ادّعت المنشورات.

فقد أظهر التفتيش عن هذه الصور على محرّكات البحث أنها منشورة في العام 2014 على مواقع وسائل إعلام ووكالات.

والتقطت الصورتان الأوليان اللتان وزّعتهما وكالة رويترز (1, 2) غداة احتجاجات وأعمال شغب أودت بحياة عشرات الأشخاص.

Image
صورة وزّعتها وكالة رويترز في أيار/مايو 2014

أما الصورة الثالثة، فقد نشرها موقع أوكراني في الآونة نفسها، مرفقة بمقال عن أعمال العنف التي عاشتها المدينة آنذاك.

Image
صورة نشرها موقع "كييف بوست" في أيار/مايو 2014

ماذا جرى في أوديسا آنذاك؟

في مساء الجمعة في الثاني من أيار/مايو 2014، أُضرم حريق في دار النقابات في أوديسا، مما أسفر عن مقتل 31 شخصاً بعد أن تحصّن ناشطون موالون للروس في هذا المبنى المحاصر من آخرين موالين للأوروبيين، بحسب وزارة الداخلية الاوكرانية.

وقبل ذلك جرت تظاهرات تدعو الى وحدة أوكرانيا هاجمها بعنف ناشطون موالون للروس وانتهت بسقوط اربعة قتلى ونحو خمسة عشر جريحاً.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا