
هذا الفيديو لا علاقة له بتفريق الأمن السوداني احتجاجاً لمدرّسين في الأيام الماضية بل هو منشور قبل سنوات على أنه يصوّر توقيف مهرّبين
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 17 مارس 2022 الساعة 17:04
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في الفيديو من يبدو أنهم رجال أمن وهم ينهالون بالضرب على رجل.
وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصوّر رجال أمن سودانيين "يضربون معلّماً داخل مدرسته" في إحدى مدارس مدينة نيالا الواقعة في ولاية جنوب دارفور في غرب السودان.
وأثار انتشار هذا الفيديو استياءً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، ودعوات لوزارة الداخلية لمعاقبة الفاعلين، أو لاستقالة الوزير.

توقيف مدرّسين في نيالا
يأتي انتشار الفيديو بهذا السياق بعد ساعات على إعلان لجنة المعلّمين السودانيين الاثنين أن قوات الأمن اقتحمت مدرسة في نيالا لتفريق اعتصام.
وقالت اللجنة في بيان إن مجموعة من عناصر الأمن السوداني "تعرّضت بشكل مهين لعدد من معلّمي مدرسة نيالا الثانوية الحكومية بسبب التزامهم بإضراب معلّمي السودان".
ودعت لجنة المعلّمين إلى تظاهرة الخميس أطلقت عليها اسم "موكب الكرامة" احتجاجاً على التعرّض لمعلّمي مدرسة نيالا.
بسم الله الرحمن الرحيم
— تجمع المهنيين السودانيين (@AssociationSd) March 15, 2022
لجنة المعلمين السودانيين#بيان
شاهد الجميع الانتهاكات التي تعرض معلمو مدرسة نيالا الثانوية بنين، من ضرب وتنكيل في سقطة أخلاقية تضاف إلى صحائف الانقلابيين التي سودتها أفعالهم.
ما حدث لمعلمي مدرسة نيالا الثانوية بنين هو امتداد لما ظلت تقوم أجهزة القمع
أصل الفيديو
لكن الفيديو الذي تداولته صفحات وحسابات على مواقع التواصل لا شأن له بما جرى في مدرسة نيالا.
فقد أرشد التفتيش عنه على محرّكات البحث على نسخة أطول منشورة على موقع يوتيوب في العام 2017، ما ينفي أن يكون مصوّراً أثناء اعتصام يوم الاثنين.
ونشر الفيديو آنذاك تحت عنوان "القوات السودانية تلقي القبض على مهرّبين".
ماذا تُكشف هذه النسخة الأطول من الفيديو؟
وفي هذه النسخة الأطول، الممتدّة على دقيقتين و50 ثانية، يُشاهد عدد من المدنيين، رجالاً ونساء، منهم شابّة تحتمي بأحد عناصر الأمن لدى سماع صوت إطلاق نار، وأخرى تُعانق شاباً قاعداً على الأرض. ولا تبدو على هؤلاء الأشخاص ملامح الخوف من قوات الأمن، بل معظمهم يبتسمون.
وفي الدقيقة الأولى والثانية العاشرة، يشير هؤلاء المدنيون إلى رجل بعباءة بيضاء ويقولون لرجال الأمن "هذا هو هذا هو".
بعد ذلك - في الثانية الخمسين بعد الدقيقة الأولى - يُسمع صوت أحد العناصر وهو يصرخ بالرجل "تقول إنك تنتظر أغنامك؟ هل هؤلاء هم أغنامك؟" ثم ينهال عليه بالضرب قبل توثيق يديه واعتقاله.
ونُشرت هذه النسخة من الفيديو على يوتيوب في حزيران/يونيو 2017، بالتزامن مع إعلان السلطات السودانيّة تعزيز دورياتها على الحدود للحدّ من تهريب البشر.
وقد أعدّ صحافيو وكالة فرانس برس في السودان في ذلك الحين تقريراً عن عمليات ضبط الحدود بين السودان وأريتريا تضمّن شهادات لمهاجرين نجوا من قبضة المهرّبين.
ويمثّل السودان نقطة العبور الرئيسية لطريق المهاجرين نحو أوروبا. ويسافر الأريتريون عبر الأراضي السودانية إلى ليبيا أو مصر. ثم يأخذهم المهّربون على قوارب متهالكة في رحلة محفوفة بالخطر عبر البحر المتوسط للوصول إلى اليابسة في أوروبا.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا