هذا الفيديو منشور قبل سنوات ولا علاقة له بغلاء أسعار الخبز في مصر في الفترة الراهنة

مع الجدل الدائر في مصر حول ارتفاع ثمن الخبز في ظل المخاوف على واردات القمح من روسيا وأوكرانيا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يصور تظاهرات في مصر ضد غلاء رغيف الخبز. إلا أن الفيديو منشور قبل سنوات ويعاد نشره اليوم في سياق مضلل على أنه حديث.

يصوّر الفيديو متظاهرين غالبيتهم من كبار السنّ يسيرون في شارع ويصرخون باللهجة المصريّة "عايزين عيش" أو "نريد خبزاً". وعلّق ناشرو الفيديو بالقول إنّه ملتقط في الاسكندريّة حديثاً.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 آذار/مارس 2022 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو مئات التفاعلات عبر صفحات مصريّة على مواقع التواصل الاجتماعيّ في وقت قد يواجه فيه سكان دول عربيّة عدّة صعوبات في توفير الخبز على طاولة الطعام بسبب النزاع بين روسيا وأوكرانيا، أكبر مورّدي القمح لبلدانهم.

خشية من نقص القمح بعد الغزو الروسيّ

وفي الأيام الماضية، احتلّ موضوع ثمن الخبز حيّزاً كبيراً في البرامج الإذاعية والتلفزيونية المحليّة في مصر.

وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم وثاني أكبر مستورد من روسيا، واشترت 3,5 مليون طن من القمح حتى منتصف كانون الثاني/يناير، وفقًا لشركة "أس أند بي غلوبال" الأميركيّة التي تعنى بالتحليل المالي.

وحتى بعد أن بدأت القاهرة في السنوات الأخيرة بشراء القمح من موردين آخرين، لا سيما من رومانيا، استوردت في عام 2021، 50% من القمح من روسيا و30% من أوكرانيا.

وأكدت الحكومة أن لديها "مخزوناً استراتيجياً يكفي الدولة فترة تقرب من تسعة أشهر" لتغذية 103 مليون نسمة يتلقى 70% منهم خمسة أرغفة خبز مدعومة في اليوم.

لكنها أضافت "لن نستطيع شراء القمح بالسعر الذي كنّا نحصل عليه قبل الأزمة الروسية الأوكرانية".

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو المتداول منشور قديماً ولا علاقة له بارتفاع أسعار القمح على وقع الأزمة الأوكرانيّة.

فقد أظهر التفتيش عنه باستخدام محركات البحث أنه منشور منذ العام 2019 على الأقلّ، على أنّه "لمواطنين يخرجون في مسيرة بعد الاعتداء على موظفي التموين إثر وقف توزيع الخبز" في مصر.

ولم يتسنّ لصحافيي خدمة تقصي صحّة الأخبار التثبت من مكان التقاط الفيديو وزمانه، ولكن مجرّد نشره في العام 2019 ينفي أن يكون لتظاهرات حديثة.

الإسكندريّة 2017؟

وأظهر التعمّق في البحث أن منصّة "متصدّقش" المصريّة المعنيّة بالردّ على الأخبار المضلّلة على مواقع التواصل، سبق أن تناولت هذا الفيديو وتوصّلت إلى أنه منشور بالأساس في السابع من آذار/مارس 2017. لكن هذه النسخة محذوفة.

هل شهدت مصر تظاهرات آنذاك؟

في ذلك التاريخ، السابع من آذار/مارس 2017، تظاهر عشرات المصريين في الإسكندرية وكفر الشيخ (دلتا النيل) وفي محافظتي المنيا وأسيوط بصعيد مصر، احتجاجاً على عدم تمكّنهم من الحصول على حصصهم من الخبز، إثر قرار من وزارة التموين بخفض كميات الخبز المدعوم الذي يُوزّع بالبطاقات الورقية في حين حصل حاملو البطاقات الإلكترونية الممغنطة على حصصهم، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

وقررت وزارة التموين آنذاك إحلال البطاقات الإلكترونية محل الورقية لتتمكن من مراقبة استخدامات الدقيق المدعوم والتأكّد من تخصيصه لإنتاج الخبز المدعوم وليس في مخبوزات أخرى غير مدعومة.

وفي الإسكندرية رفع المتظاهرون الغاضبون بطاقاتهم الورقية أثناء تجمعهم أمام فرع وزارة التموين في حي اللّبان بوسط المدينة، وفق مصور لوكالة فرانس برس. وهذا ما يظهر جلياً في الفيديو المتداول خارج سياقه.

Image
عشرات المصريين يتظاهرون أمام مكتب حكومي في وسط الإسكندرية في السابع من آذار/مارس 2017 احتجاجاً على قرار حكوميّ بتوزيع الخبز المدعوم على حاملي البطاقات الإلكترونية التي أصدرتها الحكومة ( AFP / STR)

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا