المنشورات عن ارتداء نساء ملوك أوروبا النقاب تأثراً بالحضارة الإسلامية غير صحيحة
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 18 فبراير 2022 الساعة 16:21
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في الصورة بالأسود والأبيض رجل برفقة سيّدة منقبّة وطفل، يسيرون وسط حشد من الناس.
وجاء في التعليق المرافق "الصورة تعود لقيصر النمسا وزوجته المنقبّة عام 1916"، مشيرين إلى أن الغرب آنذاك كان متأثراً بالإسلام، وخصوصاً بالدولة العثمانيّة.
الصورة تعود لعام 1916 وفيها قيصر النمسا وزوجته وهي منتقبه تماماً أمام الشعب ؛
— أعرابيَّة | الأزدية (@yarb130) January 31, 2022
و ليس هي فقط بل كل أميرات الإمبراطورية النمساوية وقتها منتقبات ،
وكان هذا تقليد من الغرب للمسلمين لأنهم كانوا وقتها هم الأقوى وكانت الدولة العثمانية أكبر امبراطوية على وجه الأرض .، pic.twitter.com/4S3ExtSir8
حصدت الصورة مئات المشاركات والتعليقات على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر، وركّزت التعليقات المرافقة لها على ما اعتُبر تأثراً غربياً بالحضارة الإسلاميّة.
الإسلام والغرب
صحيح أن أوروبا استفادت كثيراً في تاريخها من الحضارة العربيّة والإسلاميّة، وأن كثيراً من العلوم الغربية القائمة اليوم وضع أسسها علماء عرب أو مسلمون، لكن ما جاء في المنشورعن تأثّر أباطرة النمسا بالحجاب الإسلامي، أو بالنقاب المعتمد عند بعض المذاهب الإسلاميّة، غير صحيح.
فالزيّ الأسود الذي يغطّي الوجه لم يكن مفروضاً على نساء الأسرة الحاكمة في الأماكن العامّة مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
من يظهر في الصورة؟
تُظهر هذه الصورة الإمبراطور كارل الأول، آخر حكّام الإمبراطوريّة النمسويّة المجريّة التي أودت بها الحرب العالمية الأولى كما أودت بالسلطنة العثمانيّة، إلى جانب زوجته الإيطالية زيتا وابنه أوتو.
والتقطت هذه الصورة في جنازة الإمبراطور فرانز جوزيف في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1916، بحسب مواقع تاريخيّة متخصّصة.
هل كان النقاب مفروضاً على نساء العائلة المالكة؟
يمكن العثور على العديد من الصور التي تظهر أميرات من عائلة هابسبورغ، التي حكمت الإمبراطوريّة النمساوية المجرية طوال خمسة قرون، من دون حجاب أو نقاب، من بينهنّ الأميرة زيتا نفسها.
وفي ما يلي صورة تُظهرها في زفافها عام 1911 وهي كاشفة وجهها ورأسها بين الناس.
ويمكن العثور على صور أخرى على هذا النحو على هذا الموقع المتخصّص بأخبار العائلات المالكة.
لماذا كانت ترتدي نقاباً أسود إذاً؟
كان النقاب الأسود شائعاً في المآتم والجنازات في أماكن عدّة من أوروبا ولا سيّما في القرن التاسع عشر.
وتحتفظ متاحف في أوروبا بملابس من هذا النوع، وهي ملابس متعلّقة بالعزاء وليس بالظهور في أماكن عامّة، مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.
وما زالت نساء في جماعات مسيحية عدّة في الشرق وفي آسيا وفي أوروبا يغطين رؤوسهنّ لدى دخولهنّ دور العبادة وفي المآتم، وهو تقليد مسيحيّ متوارث.
ويبدو أن آثار هذه العادة استمرّت في الغرب حتى العصر الحديث، ففي هذه الصورة التي وزّعتها وكالة فرانس برس عام 1963، تُشاهد زوجة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، جاكلين، وهي بخمار أسود شفّاف في يوم جنازته في السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من ذاك العام.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا