منشورات مضلّلة عن مزايا خارقة للهندباء البريّة في محاربة السرطان
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 30 أبريل 2021 الساعة 12:48
- اريخ التحديث 30 أبريل 2021 الساعة 16:57
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: جويس حنا, خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
لكن الخبراء يؤكّدون أن لا علاج حتى الساعة قادر على القضاء على السرطان في هذه المهلة كما أنهم يحذرون من تجربة هذه الوصفات التي قد تضرّ من يتناولها في بعض الأحيان.
ظهر هذا الفيديو الذي يروّج لخلاصة الهندباء البريّة كعلاج للسرطان باللغة الإنكليزيّة عام 2016 وما لبث أن تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بلغات أخرى منها المجريّة، ليجتاح اعتبارا من العام 2018 صفحات فيسبوك باللغة العربيّة.
وجاء فيه أن طبيبة اكتشفت عصيراً يقتل السرطان في 48 ساعة وهو عبارة عن "خلاصة الهندباء البرية الممزوجة مع مكوّنات أخرى من الخضار والفاكهة". وبحسب الفيديو فإن الهندباء "التي تتمتّع بخصائص مضادة للسموم تدفع الخلايا السرطانيّة إلى الانتحار".
ويقدّم الفيديو الوصفة العلاجيّة وينصح بتناولها صباحاً ومساءً للقضاء على السرطان.
ولكن ماذا يقول الخبراء عن هذا النوع من العلاجات؟
في حديث مع وكالة فرانس برس، قال ربيع تلحوق، الباحث في علم الخلايا في الجامعة الأميركية في بيروت إن "هذه المنشورات التي تروّج لعلاجات تعتمد على نباتات لها خصائص مضادة للأكسدة مبالغ بها كثيراً، ولا يوجد لغاية اليوم أيّ علاج قادر على القضاء على الخلايا السرطانيّة خلال 48 ساعة".
نباتات مضادة للأكسدة لا علاجات للسرطان
وردّاً على سؤال عن مدى تأثير الهندباء البريّة وغيرها من الأدوية العشبية على الخلايا السرطانيّة أجاب تلحوق: "كثيرة هي الخضروات والفاكهة التي تتمتّع بخصائص مضادة للأكسدة، وقد يكون لها تأثير ولا ريب على جسم الإنسان ولكن هذا لا يعني أنه سيكون لها تأثير على الخلايا السرطانيّة عند الإنسان".
وحذّر من أن الإفراط في تناول هذه الخلاصات قد يكون له آثار جانبيّة على صحّة الإنسان.
تجارب المختبر قد لا تحاكي التجارب السريرية
وقال تلحوق: "غالباً ما تُجرّب هذه الخلاصات العشبية في المختبر على خلايا تسمى +الخلايا الخالدة+ ولا تكون ناجعة على الإنسان. ولا يمكن اعتبار هذه العلاجات في هذه المرحلة من التجارب حقيقة علميّة مطلقة واعتمادها كعلاج للبشر".
وشرح مفصلاً: "كثيرة هي التجارب في المختبر التي تنطوي على أعشاب لمعرفة مدى تأثيرها على الخلايا السرطانيّة، لكنّ التوصّل إلى علاج ناجع يتطلّب قطع مسار طويل. فقد تنجح خلاصة عشبة مركّزة بالقضاء على خليّة سرطانيّة لدى حيوان مخبريّ ولكنّها قد تفشل في تخطي المراحل الأربع من التجارب السريريّة عند البشر".
مستقبل الأدوية العشبيّة في علاج السرطان
تكتسب العلاجات العشبيّة اليوم أهميّة كبيرة، وتوجد مراكز أبحاث كبيرة في الولايات المتحدة تقوم بتجارب جمّة على هذه الأعشاب وتوثّق بياناتها. لكنّ لا شيء لغاية الآن يثبت أن الأعشاب قادرة على القضاء على السرطان وحدها.
مكمّلات لا علاجات
وقال الباحث في علم الخلايا إن كل هذه العلاجات العشبيّة اليوم تشكّل مكمّلات للعلاجات التقليديّة وليست هي العلاج نفسه.
نمط حياة لا عشبة
واعتبر تلحوق أن الاعتماد على عشبة لن يشفي أمراض السرطان والأحرى اليوم هو اعتماد نمط حياة صحيّ متكامل لمكافحة السرطانات أو كبح نموّ الأورام مثل التخفيف من تناول السكّر واللحوم التي قد توفّر بيئة حاضنة للخلايا السرطانيّة، والإكثار من تناول الخضار والفاكهة.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا