هذه الصورة لا تظهر صحافية لبنانية مع مسؤول إسرائيلي

تداول مئات المستخدمين على مواقع التواصل صورة يدّعي ناشروها أنها تُظهر صحافية لبنانية مع مسؤول إسرائيلي، لكن هذا الادعاء كاذب فالصورة تجمعها في الحقيقة مع صحافي لبناني وهي التقطت في العام 2015 في بيروت.

تُظهر الصورة مقدّمة الأخبار والبرامج السياسية اللبنانية ديما صادق إلى جانب شاب وهما يبتسمان للكاميرا، ويظهر في الخلفية ما يوحي بأن الصورة ملتقطة في حفل.

نشرت الصورة على موقعي فيسبوك وتويتر، مع تعليقات اتفقت على أنها تجمع الصحافية اللبنانية بمسؤول إسرائيلي، وذهب معظم المستخدمين للقول إن اسمه إدي كوهين.

 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 من موقع فيسبوك

 

وجاء في بعض التعليقات المرافقة للصورة "هربت من لبنان ولكن هل يمكن أن تهرب من تأنيب الضمير؟".

وذهب آخرون إلى القول "شكراً ديما هاتفك أنهى الثورة".


ديما صادق و"الثورة" اللبنانية

ديما صادق مقدّمة أخبار وبرامج سياسية تلفزيونية، أعلنت في السنوات الماضية مواقف معارضة للنظام السياسي.

ومع انطلاق الاحتجاجات اللبنانية في السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أعلنت دعمها لها. وأعدّت حلقات سياسية وحوارات تمحورت حول مطالب المحتجين، واتسمت تعليقاتها بالانتقاد الحادّ للأحزاب السياسية الكبرى، ولم توفّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأمر الذي أثار حملة عليها على مواقع التواصل من بعض مؤيديه.

وقبل أيام، أعلنت استقالتها من تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال، قائلة إن من بين أسباب الخلاف مع إدارة المحطة موقفها المنتقد لرئيس الجمهورية على حسابها الشخصي على "تويتر".

أثناء مشاركتها في احتجاج تعرّض لتهجّم من مناصرين لحزب الله قبل أيام في بيروت، سرق هاتفها من يدها وتحدّثت حسابات تهاجمها على مواقع التواصل عن احتوائه على "معلومات سريّة" من شأنها "ضرب الثورة" التي تدعمها.

في السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، انتشرت هذه الصورة على أنها تجمعها مع إدي كوهين، وفي هذا السياق جاء التعليق الساخر "شكراً ديما هاتفك أنهى الثورة".

وتتهم أحزاب لبنانية مجموعات من المتظاهرين بتلقّي دعم أجنبي من دول وسفارات وبتنفيذ مخططات خارجية.

 

من هو إدي كوهين؟

هو صحافي وباحث إسرائيلي يقدّم نفسه على أنه خبير بالشؤون العربية، وقد عمل في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بين العامين 2004 و2012.

وهو يغرّد على موقع تويتر باللغة العربية عن تطوّرات الدول العربية والعلاقات الإسرائيلية العربية، لكن هذه التغريدات غالباً ما تلقى تعليقات سلبيّة من المتابعين العرب.

غير أن الشخص الظاهر في الصورة مع الصحافية اللبنانية ليس إدي كوهين ولا يشبهه أصلاً.

Image
صورة لإيدي كوهين ملتقطة من الشاشة من حسابه على تويتر

 

 صحافي لبناني وأستاذ جامعي

سرعان ما تعرّف صحافيو مكتب بيروت في وكالة فرانس برس على الشخص الظاهر في الصورة، وهو ليس ضابطاً أو مسؤولاً إسرائيلياً، بل الصحافي خالد صاغيّة الذي عمل في جريدة الأخبار اللبنانية ثم في المؤسسة اللبنانية للإرسال.

وفي اتصال مع خالد صاغية قال لفريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس "هذه الصورة التقطت في حفل أقامته ديما في شرفة منزلها بمناسبة مغادرتي المحطة في صيف العام 2015".

ويعمل خالد صاغية حالياً مدرّساً لمادّة الصحافة في الجامعة الأميركية في بيروت.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا