الرئيسة الكرواتية لم تأمر ببيع طائرتها الرئاسية وخفض راتبها
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 4 مارس 2019 الساعة 12:36
- اريخ التحديث 21 مارس 2019 الساعة 11:53
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
- إعداد: Rémi BANET, Lajla VESELICA, خالد صبيح
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
وتنشر صفحات كثيرة ومستخدمون لمواقع التواصل منذ منتصف العام 2017 أخباراً تنسب إلى الرئيسة الكرواتية إجراءات تقشّف وتدابير لمكافحة الفساد، من بيع الطائرة الرئاسية و35 سيارة مرسيدس لوزراء في حكومتها، وتخفيض راتبها وأخذ إجازة غير مدفوعة الأجر لحضور مباريات كأس العالم.
ويعود أقدم منشور عثر عليه فريق فرانس برس إلى الثامن والعشرين من أيار/مايو 2017.
ركّزت الكثير من التعليقات العربية على مقارنة هذه الإجراءات بما هو عليه الحال في العالم العربي.
وكتبت مستخدمة على موقع فيسبوك مبدية إعجابها بالرئيسة الكرواتية وساخرة من وصف البعض للغرب بأنه "كافر"، فقارنت هذه الإجراءات بممارسات حكام الدول العربية بقولها "ما بين حكامهم (الكفرة) وحكامنا (الإسلاميين)"، وختمت منشورها بالقول "السؤال هنا ماذا لو تخلى حكّامنا (الإسلاميون) عن جزء من مخصصاتهم وحماياتهم وطائراتهم وقصورهم الفارهة؟".
بعد ظهور هذه الأخبار باللغة العربية في أيار/مايو 2017، انتقلت العدوى إلى الغرب حيث انتشرت على نطاق واسع باللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والبرتغالية.
وكتبت مستخدمة لموقع فيسبوك باللغة الفرنسية "حين يجتمع حُسن المظهر مع حُسن الخُلُق".
وما زالت التعليقات والمنشورات حول هذا الموضوع متداولة حتى وقت إعداد هذا التقرير.
ليس من صلاحيات الرئيسة
قامت فرق تقصّي الحقائق باللغات الأجنبية في وكالة فرانس برس بالرد على بعض ما ورد في هذه المنشورات.
فالرئيسة الكرواتية لا تملك طائرة رئاسية بل تستخدم طائرة مخصصة لكبار المسؤولين، ومعظم الإجراءات المنسوبة إليها لا تدخل ضمن صلاحيات المنصب الرئاسي الذي يبقى بروتوكوليا إلى حدّ بعيد في ظل نظام برلماني يمنح رئيس الوزراء الصلاحيات التنفيذية: فلا يمكنها بحسب قوانين كرواتيا اتخاذ قرار ببيع طائرة رسمية أو سيارات حكومية، ولا رفض بيع مؤسسات من القطاع العام أو تخصيصها.
كما أنها لم تأخذ عطلة غير مدفوعة الأجر لحضور مباريات نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، لأن تلك المباريات جرت في أيام عطل نهاية الأسبوع، وإحدى هذه الرحلات لحضور مباراة كرواتيا وروسيا في الدور ربع النهائي كانت في الواقع "زيارة عمل"، جرت بدعوة من رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، وتمّ خلالها بحث التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والإنساني بين البلدين، بحسب ما جاء في بيان نشر على موقع الحكومة الروسية.
أما تخفيض الراتب، فهو أيضا خارج نطاق صلاحيات الرئيسة، مع العلم أن راتبها ارتفع خلال الفترة المذكورة، بحسب وسائل إعلام كرواتية
إجراءات متخذة في ملاوي
ظلّ مصدر هذا الخبر الزائف غامضا، الى حين انطلاق خدمة تقصي صحة الأخبار بالعربية. فخلال البحث والتدقيق في ما هو منشور عن هذا الموضوع قبل أيار/مايو 2017 بالعربية، تبين أن كثيراً من هذه الإجراءات المنسوبة الى رئيسة كرواتيا اتخذتها في الحقيقة رئيسة في ملاوي عام 2013. وقد شارك بعض المستخدمين هذه الإجراءات الخاصة برئيسة مالاوي على موقع فيسبوك باللغة العربيّة منذ أوائل العام 2013 وفي العام 2017 أيضاً.
فقد قرّرت حكومة رئيسة ملاوي جويس باندا التي وصلت إلى الحكم في العام 2012، بيع الطائرة الرئاسية بعدما أثار شراؤها في عهد سلفها بينغو وا موثاريكا استياء المانحين لهذا البلد الفقير. وقالت أمام البرلمان "هناك حاجة ملحّة في بلدنا لتغيير الطريقة التي نتصرّف بها".
وكذلك قررت حكومتها بيع عشرات السيارات المخصصة للوزارء، وخفض راتبها بنسبة ثلاثين بالمئة. وتداولت هذه الأنباء وسائل إعلام غربية وأيضا عربية في العام 2013.
نسبت هذه الإجراءات زيفاً إلى رئيسة كرواتيا في العام 2017 وانتشر الخبر الخاطئ بلغات عدّة. لكنّ الصحافية في مكتب فرانس برس في زغرب ليجلا فيسيليكا لم تجد أي أثر لهذا الخبر المزيّف باللغة الكرواتية.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا