هذا المقطع مصوّر قبل سنوات ولا يظهر فتاة مسلمة توبّخ ماكرون

ينطوي الفيديو الذي نشرته صفحة "معلومة لعقلك" على مقاطع عدّة، منها مقطع يُظهر ماكرون بين أطفال في ما يبدو أنها مدرسة أو منشأة تعليميّة، واقتطعت منه مشاهد ثابتة توحي بأنه يستمع لكلام مفاجئ تقوله طفلة من أصول إفريقية.

أكثر من مليون و200 ألف مشاهدة حققها في أقلّ من ثلاثة أيام مقطع مصوّر قيل إنه يُظهر طفلة مسلمة من أصول إفريقية وهي توبّخ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب موقفه من الرسوم الكاريكاتوريّة. لكن هذا الادعاء غير صحيح والفيديو مركّب من مشاهد عدّة منها مشهد لزيارة إلى مكتبة حيث رقصت له الفتاة الظاهرة في الفيديو ولم توبّخه كما جاء في التعليق الصوتي المضلّل.

وجاء في التعليق الصوتي المرافق للمشاهد: "دخل ماكرون (أمس) إحدى المدارس (..) وبينما هو يضحك مع أطفال المدرسة قالت له الطفلة المسلمة: أنت من أساء للإسلام، فحاول الرئيس ماكرون الهروب من سؤالها، فقال لها: أنت جميلة جداً، فقالت له: أنا لا أحبك، رسول الإسلام لم يسئ لك فلماذا تسيء له".

ظهر هذا المقطع على موقع يوتيوب في الثاني من الشهر الجاري، ثم انتقل إلى مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر حيث شوهد مئات آلاف المرّات.

ويأتي انتشار هذا المقطع في ظلّ الانتقادات اللاذعة التي يتعرّض لها ماكرون على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً باللغة العربية بسبب مواقفه الأخيرة من التطرّف الإسلامي والرسوم الكاريكاتورية.

فيديو مختلق

لكن ما جاء في شرح الفيديو والتعليق عليه يختلف تماماً عن مضمونه الحقيقي.

فقد تنبّه عدد من المستخدمين إلى أن الأشخاص الظاهرين فيه لا يضعون كمامات، وهذا ما يثير الاشتباه بأن تكون المشاهد مصوّرة قبل انتشار فيروس كورونا المستجدّ، وبالتالي لا علاقة له بكلّ ما جرى في فرنسا في الأيام الأخيرة.

من جهة أخرى، نُشر الفيديو يوم الاثنين، والتعليق فيه يقول إن ماكرون زار المدرسة الأحد، وهوأمر مستبعد لأن يوم الأحد يوم عطلة في فرنسا.

وبالفعل، فإن الفيديو مركّب من مشاهد قديمة لا علاقة بالأحداث الأخيرة، ومنها مشاهد لا علاقة لها بفرنسا لا من قريب ولا من بعيد.

فالمشهد الأول في الفيديو يُظهر طفلة سوداء وهي تتكلّم مطرقة بنظرها إلى الأرض.

وتبيّن أن هذا المشهد مقتطع من فيديو مصوّر قبل سنوات في الولايات المتحدة وتظهر فيه فتاة في الثامنة من العمر قُتلت والدتها، وهي توبّخ الجاني في المحكمة.

لكن مروّجي الفيديو المضلّل قلبوا صورة الفتاة من اليمين إلى اليسار.

أما المشاهد التي يبدو فيها ماكرون بين أطفال، فهي في الحقيقة مقتطعة من فيديو نشره هو بنفسه على صفحته في العام 2018.

وفي هذا الفيديو تظهر الفتاة التي قيل إنها توبّخه وهي تمازحه وترقص معه، بعيداً تماماً عمّا جاء في التعليق باللغة العربية الذي تحدّث عنّ أمور لم تحدث لا من قريب ولا من بعيد.

وقد تنبّه عدد من زوّار القناة إلى أن الفيديو مثير للريبة ومنهم من اتّهم صاحب القناة بترويج أخبار غير صحيحة لحصد المشاهدات والتفاعلات على صفحته.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا