هذه الصورة ليست لصبي مصاب في الانفجار أمام معهد الأورام بالقاهرة

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة يدّعي ناشروها أنها لصبي أصيب في انفجار وقع في الرابع من آب/أغسطس في القاهرة، حمّلت السلطات المصرية الإخوان المسلمين مسؤوليته. لكن الصورة في الحقيقة هي لفتى سوريّ أصيب في عملية قصف على الغوطة الشرقية قرب دمشق قبل أكثر من عام.

بماذا نحقق؟

بدأ تداول الصورة بهذه الصيغة في الخامس من آب/أغسطس 2019 بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس. ويبدو فيها صبيّ مصاب تلقّى على ما يظهر إسعافات أولية لكن في ظروف  مزرية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 آب/أغسطس 2019 عن موقع فيسبوك

وجاء في التعليق المرافق للصورة باللهجة المصرية "الصورة دي كفيلة إنها تكسرك ألف مرة… يا الله… إنفجار معهد الأورام".

ونال المنشور أكثر من 1300  مشاركة عبر صفحة واحدة ومئات المشاركات عبر صفحات أخرى. وأعرب كثير من المستخدمين عن تعاطفهم، في حين شكّك آخرون بأن تكون الصورة ملتقطة حديثاً في مصر.

سياق انتشار الصورة

نشرت الصورة بعد يومٍ من حادث تصادم بين عدد من السيارات وقع في 4 آب/أغسطس 2019 أمام معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة في منطقة المنيل وسط العاصمة المصرية، وتسبب بانفجار أوقع 20 قتيلا و47 جريحا. 

وفي اليوم التالي اتهمت وزارة الداخلية المصرية في بيان حركة "حسم" التي تعتبرها السلطات الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، بتجهيز السيارة التي تسببت بالانفجار، موضحة أن "السيارة كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى انفجارها".

مصدر الصورة

أرشد البحث عن الصورة المتداولة عبر محرّك Yandex إلى مقال على موقع "العربي الجديد"، نشر في 21 شباط/فبراير 2018 وهو يسلّط الضوء على القصف العنيف الذي تعرضت له الغوطة الشرقية في سوريا، ويتضمن العديد من الصور منها الصورة موضع البحث.

وجاء في النصّ المرافق لها "مقتل 67 طفلا على الأقل وجرح الآلاف"، مع ذكر اسم المصوّر قصي نور بين هلالين.

كما أرشد البحث على تطبيق ImageSearch إلى مقال آخر نشره موقع سكاي نيوز عربية في 22 شباط/فبراير 2018، يتضمّن الصورة ذاتها وعليها علامة مائية باسم قصي نور.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 آب/أغسطس 2019 عن موقع سكاي نيوز عربية

أرشد البحث عن الاسم إلى صفحة المصوّر الشخصيّة على موقع تويتر حيث عرّف عن نفسه على أنه "صحافي من ريف دمشق سوريا".

عثر فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس على الصورة المتداولة حديثاً، وقد نشرها المصوّر بتاريخ 20 شباط/فبراير 2018 مع العلامة المائيّة نفسها، وعلّق عليها "الغوطة موجوعة يا ناس" مع هاشتاغ #الغوطة_في_صورة، مضيفاً "هذه هي الغوطة الشرقية، المكان الذي يموت ويجرح فيه المئات من قبل القوات الموالية".

وفي 18 شباط/فبراير 2018، شنت قوات النظام السوري هجوماً واسع النطاق على الغوطة الشرقية تخلله قصف مركز وغارات مكثفة وتسبب بمقتل 1700 شخص بعد سنوات من حصار خانق. وانتهى الهجوم في 14 نيسان/أبريل مع إعلان القوات الحكومية استعادة الغوطة الشرقية من الفصائل المعارضة.

 خلاصة

نشر المصوّر السوري قصي نور على حسابه على تويتر في 20 شباط/ فبراير 2018 صورة التقطها في الغوطة الشرقية قرب دمشق لطفلٍ مصاب في عملية قصف. وعادت الصورة لتنتشر مؤخراً على أنّها تظهر طفلاً أصيب في انفجارٍ وقع في الرابع من آب/ أغسطس 2019 أمام معهد الأورام بالقاهرة. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا