خطأ، هذا الفيديو يصوّر لقطات من بطولة شتاء الرياض للعبة البلوت

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه لافتتاح أول صالة قمار للنساء والرجال في السعودية. إلا أن الادعاء كاذب والفيديو يجمع لقطات من بطولة شتاء الرياض للعبة الورق "البالوت"، الواسعة الشعبية في دول الخليج.

يظهر في الفيديو رجال بالزيّ الخليجي ونساء يرتدين النقاب جالسين داخل صالة كبيرة ضمن مجموعات حول طاولات ويلعبون الورق.

وعلّق ناشرو هذا الفيديو بالقول "افتتاح أول صالة قمار مختلطة في السعودية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 24 شباط/ فبراير 2020 عن موقع فيسبوك

وكتب البعض ساخرين "هذا هو +التطوّر+ و+التقدّم+ الذي اعتقل بسببه آلاف الدعاة والعلماء!!".

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار الفيديو في هذا السياق في 17 شباط/فبراير الجاري.

ونشر الفيديو أيضاً على موقع يوتيوب.

انفتاح وانتقادات

تحاول السعودية منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في 2017، تقديم صورة أكثر انفتاحا وتحرراً للمملكة المحافظة. وأجرت في هذا السياق تغييرات اجتماعية مهمة وإصلاحات اقتصادية، أبرزها السماح للمرأة بقيادة السيارة وإعادة فتح دور السينما واستقبال حفلات موسيقية لفنانين عرب وأجانب.

لا يلقى هذا التوجّه استحسان بعض الأوساط المتشدّدة في المملكة والعالم العربي. إضافة إلى ذلك، تثير الحفلات موجات من التعليقات على مواقع التواصل بين المؤيدين لها والمعترضين عليها أو المستغربين لإقامتها في بلد لطالما عرف بتوجّه ديني واجتماعي محافظ. 

حقيقة الفيديو

إلا أن هذا الفيديو لا يصوّر افتتاح صالة قمار في السعودية.

فلقد أرشد البحث عنه على موقع يوتيوب باستخدام كلمات مفتاحية مستخرجة من الفيديو مثل "بلوت" و"نساء" بالإضافة إلى العلامة المائية الموجودة على المقاطع المتداولة على فيسبوك وهي "ALEKHBARIYATV" إلى المقطع عينه  بعنوان "المرأة تسجل حضورًا في بطولة البلوت".

والفيديو عبارة عن تغطية للقناة السعودية للنسخة الثالثة من بطولة  الشتاء في لعبة البلوت نُشر على الصفحة الرسمية للقناة على يوتيوب في منتصف شباط/فبراير، أي قبل ثلاثة أيام من بدء انتشاره في السياق المضلّل.

وقد عمد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الذين نشروه في خارج سياقه إلى إبدال التعليق الأصلي بموسيقى.

أما في المقطع الأصلي، فيعرض المعلّق معلومات عن لعبة البلوت فيقول إنها "واحدة من بين الألعاب السائدة الأكثر شعبية في أوساط المجتمع الخليجي والسعودي على وجه الخصوص، ويمارسها بكثرة الرجال ومؤخراً باتت النساء تشارك في اللعبة".

ويقابل صحافي امرأة تخبر كيف دربها زوجها على هذه اللعبة. وكم فرحت عندما قُبلت للمشاركة في البطولة وهي تأمل أن تشارك النساء أكثر في النسخات المقبلة.

وشارك في هذه النسخة الثالثة من البطولة التي أقيمت في منتصف شباط/فبراير 2020  أكثر من 16 ألف لاعب تنافسوا على جائزة بلغت قيمتها مليوني ريال.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا