ظهور قمري المرّيخ في سماء دبيّ أثار تكهّنات على مواقع التواصل قبل أن يتبيّن أنه عرض بصريّ

تزامناً مع الاستعدادات لوصول مسبار الأمل الإماراتيّ إلى مدار كوكب المريّخ، ظهرت قبل أيام في سماء دبيّ صور لقمرين، في ما ظنّه البعض ظاهرة فلكيّة عجيبة، فنشروا لها صوراً ومقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي معربين عن دهشتهم، قبل أن يُدركوا أنها مجرّد عرض ضوئيّ احتفاليّ.

فمع اقتراب مسبار الأمل من مدار كوكب المرّيخ، أو الكوكب الأحمر كما يُطلق عليه، تسمّرت عيون سكّان دبي إلى السماء، حيث ظهر كوكبان كبيران، في مشهد يذكّر بمشاهد أفلام الخيال العلميّ.

وعبّر البعض عن دهشتهم لما يجري في السماء، سواء من خلال منشورات نصيّة، أو من خلال نشر صور ومقاطع فيديو للظاهرة التي ظنّوا أنها حدث فلكيّ نادر أو أمر كونيّ مريب تجري فصوله فوق رؤوسهم.

ومن هذه المنشورات مقطع مصوّر بُثّ على موقع يوتيوب بعنوان: "ظاهرة غريبة في سماء الإمارات".

ويمكن ملاحظة التفسيرات العلميّة أو الفيزيائيّة التي حاول مشاهدو الفيديو تقديمها في خانة التعليقات أسفل المقطع، ظنّاً منهم أنهم أمام ظاهرة حقيقية.

وظهرت منشورات مشابهة على مختلف مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر وتيك توك ويوتيوب، واُشير لهذه الظاهرة بعبارات مثل: "قمران في سماء دبي"، أو "القمر المزدوج".

ولم يكتف بعض مستخدمي مواقع التواصل بالإعراب عن دهشتهم، بل ذهبوا إلى محاولة تقديم تفسيرات علميّة لهذه الظاهرة، مثل أن يكون ما يُشاهد في السماء هو الكوكب "أكس"، أو أنها أجسام غريبة، ومنهم من ذهب للقول إن هذه الظاهرة تحدث مرّة كلّ ألف عام.

لكن كلّ هذه التفسيرات والتحليلات تبدّدت بعدما تبيّن أن ما ظهر في سماء دبيّ ليس مشهداً من خيال علميّ ولا علامة على نهاية العالم، بل هو مجرّد عرض بصريّ ضوئيّ.

فقد أوضح المكتب الإعلامي في دبيّ أن صور قمري المريخ، فوبوس وديموس، عُرضت في سماء دبي، ليرى السكّان المشهد نفسه الذي "يراه المسبار" في جوار المرّيخ، أثناء دورانه حوله لمدّة عام مرّيخي كامل، أي ما يعادل 687 يوماً أرضيّاً. وأوضح المكتب الإعلامي أن الهدف من هذا العرض كان "إثراء المعرفة باستخدام تكنولوجيا متطوّرة لأول مرّة في الشرق الأوسط".

ومن المعلوم أن للمرّيخ قمرين، فوبوس وديموس، وأن هذا الكوكب يثير اهتماماً خاصاً في الأوساط العلميّة للاشتباه بأن يكون قد حوى في تاريخه أشكالاً من الحياة، وهو أقرب كواكب المجموعة الشمسيّة من الأرض، ويوجد على سطحه الآن عدد من المسبارات، أهمها المسبار الأميركي "كوريوسيتي" الذي حطّ على سطحه عام 2012.

ولم يقتصر احتفال الإمارات بهذه المهمّة على العرض البصريّ في سماء دبيّ، فمع إعلان نجاح المهمّة، ودخول المسبار الإماراتي في مدار كوكب المريّخ، أضاءت الإمارات معالمها ومن بينها برج خليفة وبرج العرب باللون الأحمر ليلاً. ونشرت الحسابات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مسبار الأمل.

وهنأت وكالة الفضاء الأميركية ناسا الإمارات على نجاح المهمّة، وغرّدت على حساب تويتر العائد للمسبار برسفرانس المتّجه هو الآخر إلى كوكب المريّخ، بيتاً من قصيدة الشاعر العربي أبي الطيّب المتنبّي: "إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع ما دون النجّوم".

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا