خطأ، هذا الفيديو يظهر أشخاصًا يشترون ضفادع في تايلاند

ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو على أنه يُظهر صينيين يشترون حيوانات للأكل وأن من شأن ذلك أن يتسبّب بانتشار نوع جديد من الفيروسات في العالم، إلا أن الادعاء خطأ والفيديو يصوّر أشخاصاً يشترون ضفادع في تايلاند.

تظهر في الفيديو شاحنة تنقل في صندوقها ضفادع يُسمع نقيقها ويلتف من حولها أشخاص ينتقون ما يريدون منها ويضعونها في أكياس.

وأرفق الفيديو بتعليقات مثل "الشعب الصيني‬⁩ يبدو أنه لن يهدأ له بال حتى يقضي على البشرية بأكملها"، في حين كتب آخرون ساخرين "الصين تستعد لإطلاق كوفيد 20 برو" في إشارة إلى التسميات التي تطلق على نسخ الهواتف الجديدة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 أيار/ مايو2020 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار الفيديو في هذا السياق في 12 أيار/مايو 2020 بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس وحصد أكثر من خمسة آلاف مشاركة من هذه الصفحة وحدها بالإضافة إلى الآلاف غيرها من صفحات أخرى. وانتشر أيضًا في هذا السياق على موقع يوتيوب.

سوق الحيوانات البرية الحية في ووهان

ويعتقد معظم العلماء أن فيروس كورونا المستجدّ انتقل على الأرجح إلى الإنسان من حيوان، وأشير بالاتهام في هذا الصدد إلى سوق لبيع الحيوانات البرية الحية بهدف استهلاكها في مدينة ووهان في مقاطعة هوباي بوسط الصين، وهي كانت البؤرة الأولى لوباء كوفيد-19 في العالم.

وتسبب فيروس كورونا المستجدّ بوفاة 297 ألفا و259 شخصا في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر في ووهان، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11,00 ت غ الخميس.

ورغم أن الصين تمكنت من السيطرة على الفيروس إلى حد كبير، إلا أنها تبقى متأهبة، خشية أن تقوّض موجة ثانية جهود إعادة تنشيط الاقتصاد.

واعتبرت السلطات الصحية الصينية أن الفيروس ناجم عن الحيوانات البرية التي تباع بطريقة غير قانونية في ووهان. وعليه، حظرت بيع الحيوانات البرية وحتى الدواجن الحية في سوق ووهان. وأُدرجت مسألة منع التجارة غير الشرعية بالحيوانات البرية وتعزيز قانون الوقاية من الأوبئة على جدول أعمال الدورة السنوية للبرلمان الصيني المقرر عقدها في أواخر أيار/مايو.

وأكل لحوم الحيوانات ليس بالضرورة خطرًا بحد ذاته، لأن غالبية الفيروسات تموت بعد قتل الحيوان الحامل لها. لكن العناصر المرضية يمكن أن تنتقل إلى البشر خلال القبض على الحيوان ونقله وذبحه، خصوصًا في ظل شروط صحية رديئة وفي غياب تجهيزات الحماية.

حقيقة الفيديو

لكن اللغة المسموعة في المقطع حملت فريق فرانس برس إلى التشكيك في أن يكون مصوّراً في الصين.

من جهة أخرى، تبيّن باستخدام موقع متخصص في لوحات السيارات، أن الشاحنة الظاهرة في الفيديو تحمل لوحة تايلاندية على الأرجح.

على ضوء ذلك، تواصل فريق تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية مع صحافيي وكالة فرانس برس في تايلاند.

وقال الصحافيون في مكتب بانكوك إن لوحة الشاحنة تشير إلى أنها مسجّلة في منطقة خون كاين في شمال شرق البلد.

إضافة إلى ذلك، اللغة المسموعة في المقطع هي اللغة التايلاندية، ويسمع صوت البائع يقول "مئة بات للكيلوغرام الواحد"، علماً أن البات هو العملة التايلندية.

وليس لتايلاند حدود مع الصين، ما يلغي احتمال أن تكون السيارة تتجوّل في قرى حدودية بين البلدين.

والضفادع ليست طبقًا غريبًا، فهي مستهلكة في العديد من الدول.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا