هذا المقطع مركّب والفرقة لم تكن تعزف موسيقى فيلم الرسالة

ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه يُظهر أوركسترا غربية تعزف موسيقى فيلم الرسالة الذي يوثّق ظهور الإسلام وسيرة النبيّ محمّد. صحيح أن هذا الفيلم نال شهرة عالمية واسعة وأن موسيقاه المترسّخة في وجدان أجيال من المسلمين والعرب قد رُشحّت لجوائز أوسكار، لكن المقطع المتداول على مواقع التواصل مركّب.

تظهر في الفيديو فرقة موسيقية ضخمة تتألف من آلات الكمان والآلات النحاسية والطبول، وهي تعزف - في ما يبدو أنه حفل كبير يحضره آلاف المشاهدين - الموسيقى التصويريّة الشهيرة لفيلم الرسالة، الذي حقّق في أواخر السبعينات من القرن العشرين شهرة واسعة حول العالم ووثّق قصّة الإسلام بأكثر من عشر لغات تُرجم إليها.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، انتشر الفيديو بهذا الادّعاء على نطاق واسع في الأسابيع القليلة الماضية، في ظلّ الجدل حول نشر الرسوم الكاتريكاتوريّة المسيئة للنبيّ محمد في فرنسا.

 

ويروي الفيلم ظهور دعوة الإسلام في شبه الجزيرة العربية والاضطهاد الذي عانى منه المسلمون الأوائل ثم الهجرة إلى المدينة وما تلاها من أحداث وصولاً إلى عودة النبيّ وأتباعه إلى مدينته مكّة التي أُخرج منها.

وصوّر الفيلم باللغتين العربية والإنكليزية  بالتزامن ثم تُرجم إلى أكثر من عشر لغات، وجمع كبار الممثلين في العالم العربي والعالم مثل المصري عبد الله غيث والسورية منى واصف في النسخة العربية، والأميركي أنطوني كوين واليونانية إيرين باباس في النسخة الإنكليزية.

والفيلم من إخراج السوري الراحل مصطفى العقاد الذي قضى عام 2005 في تفجير انتحاري استهدف فندقاً في عمّان.

أما الموسيقى التصويرية فهي للمؤلّف الفرنسي موريس جار وقدّ حازت هي أيضاً شهرة عالمية وانطبعت في أذهان أجيال من العرب والمسلمين منذ خروج الفيلم إلى صالات العرض.

وفي العام 1978 رُشّحت الموسيقى لجوائز أوسكار، وعزفتها فرق موسيقية حول العالم.

عدم اتّساق بين الصورة والصوت

لكن التمعّن في مشاهدة الفيديو المتداول يُبيّن مباشرة وجود اختلاف بين حركة العازفين وبين الصوت المسموع.

وسبق أن عمل صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس على منشورات مشابهة ادّعت أن فرقاً أجنبية تعزف أعمالاً موسيقية عربية مثل موسيقى مسلسل رأفت الهجان.

أما في ما يتعلّق بهذا الفيديو، فإن التقاط صور ثابتة منه والتفتيش عنها على محرّكات البحث يرشد إلى النسخة الأصلية منه منشورة على موقع يوتيوب.

وفي هذه النسخة الأصلية تُسمع موسيقى مختلفة، وهي موسيقى بوليرو الشهيرة للمؤلّف الفرنسي موريس رافيل.

ويمكن ملاحظة مدى التناسق بين الموسيقى وحركة العازفين، بخلاف ما هو عليه حال الفيديو المركّب.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا