نبع ماء كبريتي في كازاخستان قرب مدينة بايكونور في 29 آب/أغسطس 2015 (AFP / Kirill Kudryavtsev)

ما حقيقة الفيديوهات التي قيل إنها تُظهر عيناً في الصين يتدفّق منها الماء عند قراءة القرآن؟

أكثر من ثمانين مليون مشاهدة حققها فيديو قيل إنه يُظهر عيناً في الصين يخرج منها الماء حين تُقرأ أمامها آيات من القرآن. لكن هذا الادعاء غير صحيح، وهذه العين الموجودة في كازاخستان، وليس في الصين، معروفة بخروج الماء منها بشكل متقطّع لأسباب جوفية.

يظهر في المقطع رجل أمام مجرى جدول جافّ في أرض صخريّة، وهو يقرأ آيات من القرآن، ثم يبدأ الماء بالتدفّق.

وجاء في التعليقات المرافقة للفيديو: "نبع ماء في الصين يبقى جافاً ويتدفّق (منه الماء) فقط عندما يُتلى عليه القرآن الكريم".

وحصد المقطع أكثر من مليون مشاركة من هذه الصفحة وحدها على موقع فيسبوك، وشوهد أكثر من ثمانين مليون مرّة من صفحة أخرى، إضافة إلى آلاف المشاركات من صفحات أخرى على مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب.

أين تقع هذه العين؟

وفقاً للمنشورات المتداولة، تقع هذه العين في الصين.

لكن التفتيش عن الفيديو، بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد إلى فيديو مشابه منشور على موقع يوتيوب.

وبحسب ترجمة التعليق المرفق بالفيديو، هذه المشاهد ملتقطة في كازاخستان، وهي تظهر نبعاً تُحاك حوله الكثير من الأساطير في هذا البلد.

وعند الثانية العشرين بعد الدقيقة الرابعة والعشرين، وفيما رجل يعتمر عمامة ويرتدي عباءة يتحدّث أمام الكاميرا، يبدأ الماء بالتدفّق.

إثر ذلك، قال صحافيو وكالة فرانس برس في كازاخستان إن هذه المشاهد تُظهر نبع زيلاغان-آتا (أبو زيلاغان)، وهو مقصد سياحيّ صغير على ارتفاع ألفي متر في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى.

ويقع النبع تحديداً في منطقة تركستان في كازاخستان. ويبدو أن هذا الاسم هو الذي جعل البعض يخلط بين تركستان في كازاخستان، وبين منطقة شينجيانغ ذات الغالبية المسلمة في الصين والتي يسميها الانفصاليون الأويغور الناطقون بالتركيّة: تركستان الشرقيّة.

تدفّق متقطّع للماء

وقد نُسجت أساطير كثيرة حول هذا النبع، جعلته مقصداً للباحثين عن علاجات، ولاسيما للعقم، يختلط فيها الدين بالمعتقدات الشعبية هناك.

وبحسب الترجمة التي قدّمها صحافيو فرانس برس للفيديو الثاني، فإن الرجل الظاهر فيه اسمه بخيت غلبازاييف، وكان يقول قرابة الدقيقة الثانية وما بعد: "في بعض الأحيان، يحدث أن يختفي الماء يومين أو ثلاثة، ثم يتراكم الضغط ويخرج الماء من جديد".

ويؤمن البعض أن لهذا المكان مزايا علاجية يختلط فيها الدين بالمعتقدات الشعبية المحليّة. ولذا يقصدون النبع حيث يقرأون القرآن بانتظار خروج الماء من العين.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا