المشاهد المتداولة للرئيس التونسي قرب علم إسرائيل هي في موقع مصريّ يخلّد ذكرى حرب 1973

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيّما في تونس صور ومشاهد قيل إنها تُظهر الرئيس التونسي قيس سعيّد، المعروف بمواقفه الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، وهو بجانب علم إسرائيل وشعارات باللغة العبريّة. لكن هذه المشاهد مقتطعة من سياقها، وهي تُظهره في الحقيقة في موقع حولّته مصر إلى مزار سياحيّ بعد تحريره من الإسرائيليين في حرب أكتوبر عام 1973.

يظهر في الفيديو، أو الصور المقتطعة منه، قيس سعيّد وهو يجول في مكان فيه عبارات مكتوبة باللغتين العربيّة والعبريّة، ويظهر أحياناً علم إسرائيل.

وأرفق الفيديو أو مشاهد منه بعبارة "فضيحة كبرى" على بعض الصفحات، وجاء في تعليق مرافق على صفحات أخرى: "صاحب شعار التطبيع خيانة عُظمى بات يقدّم لنا كلّ مرّة دروساً في فنون الخيانة"، في إشارة إلى قيس سعيّد الداعم بقوّة للقضيّة الفلسطينيّة، والمعروف بموقفه الصارم إزاء التطبيع مع إسرائيل.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 16 نيسان/أبريل 2021 من موقع فيسبوك

حقيقة الفيديو والمشاهد

لكن الادعاءات والتلميحات المرافقة لنشر هذا الفيديو أخرجته من سياقه.

فالرئيس التونسي في هذه المشاهد كان يزور موقعاً حرّره الجيش المصري من الإسرائيليين في حرب العام 1973.

وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في القاهرة، تُظهر هذه المشاهد زيارة الرئيس التونسي للضفّة للشرقيّة من قناة السويس، ضمن زيارة أجراها لمصر الجمعة 9 نيسان/أبريل 2021، واستمرّت ثلاثة أيام.

وكانت الزيارة تحديداً إلى موقع تبّة الشجرة، وهو شاهد تاريخيّ من حرب أكتوبر 1973 حُوّل إلى مزار سياحيّ، ولذا ما تزال الإعلام الإسرائيلية والعبارات العبريّة موجودة عليه حتى الآن، وفقاً لصحافي فرانس برس في مصر.

وقال قيس سعيّد أثناء هذه الزيارة: "بقيت الأرض محتلّة، ولكن عندما أرادت القوات المسلحة العسكريّة المصرية أن تستعيدها استعادتها بساعات معدودات، وهي بالفعل معجزة عسكرية (..) هذه لحظة تاريخية كنت أتابعها"، بحسب ما جاء في مقطع مصوّر نشرته الرئاسة التونسية.

وكبّدت مصر إسرائيل في تلك الحرب المباغتة عام 1973 خسائر كبيرة وكسرت مكانة جيشها الذي قُدّم سابقاً على أنه الجيش الذي لا يُقهر في المنطقة.

وتمكّن الجيش المصريّ وقتها من كسر خطّ الدفاع الإسرائيلي وعبور قناة السويس ممهّداً بذلك استعادة شبه جزيرة سيناء.

وقد نُشر فيديو الزيارة على صفحة الرئاسة التونسية، وكذلك نشرته وسائل إعلام مصريّة وتونسية.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا