هذه الصورة ليست لزواجٍ خلال الحرب العالمية الثانية بل لحركة احتجاجيّة بيئيّة في التسعينيات

في ظلّ استمرار فرض ارتداء الكمامات للوقاية من كوفيد-19، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأشخاص يرتدون أقنعة واقية من الغازات السامّة على أنها لحفل زفاف أقيم في أوروبا خلال الحرب العالميّة الثانية. إلا أنّ الصورة تظهر ثنائياً روسياً يحتجّ على التلوث في تسعينيات القرن الماضي، والمصوّر الذي التقطها ولد بعد سنوات من انتهاء الحرب العالميّة الثانية.

يظهر في الصورة أشخاصٌ يرتدون أقنعة واقيّة يتوسطهم ثنائي يرتدي لباس زفاف.

وجاء في التعليق المرافق "صورة لحفل زواج أقيم في إحدى الدول الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية. الصورة التقطت عام 1940 أي قبل 78 عاماً تقريباً"، في مقارنة أجراها ناشرو الصورة، بين الوضعين الحالي والسائد خلال فترة الحرب من ناحية ارتداء الأقنعة.

ونالت الصورة مئات المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وإنستغرام.

ثنائيّ يحتجّ على التلوّث

إلا أن الصورة ليست مُلتقطة خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

فلقد أرشد التفتيش العكسي عبر محركات البحث إلى مقال منشور عن الصورة سنة 2019 على موقع Fake History Hunter المختص بالتحقق من الأخبار الكاذبة المتعلّقة بالتاريخ. 

وخلص المقال إلى أن الصورة نُشرت على موقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ضمن كتاب بعنوان Focus on your world عام 1990.

صورة من التسعينيات

وبالفعل، عثر صحافيو خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس عن الصورة منشورة ضمن كتاب Focus on your world، على موقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وأشار البرنامج إلى أن الكتاب هو عبارة عن أرشيف لمجموعة من الصور دخلت في مسابقات عدة نظمها في التسعينيات.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 20 آذار/مارس من موقع الامم المتحدة

وقد جاء في التعليق المرافق للصورة  "ثنائي روسي يحتجّ على التلوث بارتداء أقنعة كيميائية خلال حفل زفافهما"، مرفقة باسم المصوّر الذي التقط الصورة A. Zhdanov، من دون تحديد المكان.

لا علاقة للحرب العالمية الثانية

إلى ذلك، أرشد البحث عن المصوّر إلى أنّ اسمه الكامل هو أناتولي زدانوف (Anatoly Zhdanov) ويبلغ من العمر 57 عاماً، وقد احتفل بعيده الخمسين في آب/أغسطس من العام 2013. 

ويستحيل أن يكون زدانوف التقط الصورة خلال الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945 وهو مولود عام 1963. ما يؤكّد أنّ عمر الصورة ليس 78 عاماً كما تدّعي المنشورات.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا