كلا، الفتاة الصغيرة التي تظهر في الصورة ليست وزيرة التعليم الفرنسية السابقة!

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة لفتاة راعية غنم مرفقة بصورة لوزيرة التعليم الفرنسية السابقة نجاة فالو بلقاسم، على أنها صورتها وهي طفلة. إلا أن الادعاء خاطئ، فصورة الفتاة مستمدة من منشور صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عام 2006.

بلقاسم، راعية الغنم!

تحت عنوان "بالعزيمة تصل إلى القمة"، تداول آلاف المستخدمين لموقع فيسبوك صورتين متلاصقتين، الأولى لطفلة صغيرة ترعى الغنم، وبجانبها صورة لوزيرة التعليم الفرنسية السابقة المغربية الأصل نجاة فالو بلقاسم. 

وفيما صورة الطفلة هي نفسها في جميع المنشورات، فإن مشاركيها اختاروا صورا مختلفة لبلقاسم.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 عن موقع فيسبوك

ويعلّق مشاركو الصور بصيغ مختلفة أن هذه الفتاة كانت ترعى الغنم في المغرب، وأصبحت لاحقا "مسؤولة عن الشعب الفرنسي".

بدأ انتشار هذه الصور عام 2016 بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس. وحظيت آنذاك بأكثر من 20 ألف مشاركة على هذه الصفحة وحدها، ولا يزال تداولها مستمراً حتى اليوم بالعربية، والفرنسية، كما انتشرت على موقع تويتر باللغتين الإنكليزية والإسبانية.

حملة من أجل التعليم في المغرب

أرشد البحث عن الصورة عبر محرك "غوغل" إلى مصدرها الفعليّ على صفحة منظمة الأمم المتحدة للطفولة في المغرب (UNICEF MAROC) على موقع فيسبوك، حيث وردت ضمن منشور دعائي لتشجيع التعليم في المغرب.  

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 عن موقع فيسبوك

وتظهر الصورة أيضا في منشورات لمنظمة اليونيسف حول المغرب تعود إلى العام 2014 (الصفحة 116) والعام 2015 (الصفحة 26).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 للصفحة 26 من منشور اليونيسف
Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 للصفحة 116 لمنشور اليونيسف

وأكدت منظمة اليونيسف لوكالة فرانس برس أن الفتاة في المنشورات ليست نجاة فالو بلقاسم، موردة التعليق التالي على الصورة: "فوزية، ثماني سنوات، تستريح على صخرة بالقرب من قطيع غنم". والتقطت الصورة في قرية من إقليم الحوز حيث قادت اليونيسف حملة في إطار مشروع حول وضع النساء والأطفال في المغرب عام 2005.

وأوضحت المنظمة أن "فوزية أمضت عاما في المدرسة قبل أن تتركها بسبب عجز والديها عن دفع ثمن الكتب". 

وأفادت اليونيسف أن المغرب "شهد ذاك العام تحسناً في الظروف التعليمية والصحية على الرغم من أن معدل عمالة الأطفال لديه كان الأعلى بين بلدان شمال إفريقيا".

وتواصلت وكالة فرانس برس أيضا مع المصوّر جياكومو بيروزي، الذي أكد أنه التقط بنفسه الصورة التي انتشرت في بلدان عديدة، وذلك خلال مهمة لحساب منظمة اليونيسف عام 2006.

نجاة بلقاسم … طفولة ريفيّة

عينت نجاة فالو بلقاسم عام 2012 متحدثة باسم حكومة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزيرة لحقوق المرأة. وفي 2014، أصبحت وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة، ثم بعد بضعة أشهر وزيرة للتربية والتعليم العالي والبحث، وهو منصب استمرت فيه حتى 2017.

وتتحدث السياسيّة الفرنسيّة المغربيّة الأصل عن طفولتها التي أمضتها في "منطقة ريفية" في المغرب في سيرتها الذاتية على موقعها الإلكتروني.

وفي مقابلتين أجرتهما مع "فرانس إينفو" باللغة الفرنسية عام 2013، ومجلة "بورتر" باللغة الإنكليزية عام 2017، تروي بلقاسم كيف غادرت بلدها الأم في سنّ الرابعة لتنتقل مع والدتها وشقيقتها للعيش مع والدها في فرنسا.

وتقول بلقاسم في المقابلة مع مجلّة بورتر "تتضمن المقالات التي تدّعي أنني كنت في طفولتي راعية شيئا من الحقيقة: ولدت في المغرب وتربّيت في قرية بني شيكر الشمالية، وأمضيت طفولتي كفتاة ريفية بين أقاربي … كنت أساعد جدّي برعي الماعز وملء المياه من البئر…".

وعلى الرغم من أنها أمضت أربع سنوات في منطقة ريفية، فإن هذه السياسية ذات التوجهات الاشتراكية ليست الطفلة في صورة منظمة اليونيسف.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا