هذه الصور تُظهر أوباما في تظاهرة في العام 2015

يظهر في هذه الصور باراك أوباما وهو يتقدّم تظاهرة يشارك فيها جمع من الأميركيين من أصول إفريقية ومن أجيال عدّة.

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم وبلغات عدّة صور على أنها تُظهر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يقود التظاهرات الاحتجاجية الجارية حالياً في الولايات المتحدة بعد مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد. لكن هذه الصور في الحقيقة قديمة وتعود إلى العام 2015 ولا علاقة لها بالاحتجاجات الحاليّة.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار التابع لوكالة فرانس برس في إفريقيا، بدأ انتشار الصور في هذا السياق في الأول من حزيران/يونيو الحالي في القارّة الإفريقية. وأرفقت الصور بتعليقات جاء فيها "الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يقود الجموع لرفض العنصرية في الولايات المتحدة".

وفي اليوم التالي، بحسب ما وقع عليه فريق فرانس برس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ظهرت هذه الصور على مواقع التواصل باللغة العربية مرفقة بعبارة: "أوباما يقود الانقلاب ضدّ ترامب بعد مقتل مواطن أميركي من أصول إفريقية". وهي صيغة تقطع أن الصورة ملتقطة في التظاهرات الحديثة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 5 حزيران/يونيو 2020 من موقع فيسبوك

تظاهرات ضدّ العنصرية

يأتي انتشار هذه الصور فيما تعيش الولايات المتحدة على وقع احتجاجات مندّدة بعنف الشرطة والعنصرية، منذ مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد البالغ 46 عاماً أثناء توقيفه.

وقتل جورج فلويد في الخامس والعشرين من أيار/مايو في في مينابوليس وهو مطروح على الأرض وشرطيّ يضغط بركبته على عنقه لتثبيته.

وأظهر التشريح أنه توفي اختناقاً نتيجة الضغط على العنق.

ومنذ ذلك الحين تشهد الولايات المتحدة تظاهرات واسعة احتجاجاً على التمييز وعنف الشرطة ضدّ السود.

موقف أوباما

ندّد باراك أوباما، أول رئيس أميركي أسود، بمقتل جورج فلويد في بيان نشر في الأول من حزيران/يونيو.

ورحّب بما وصفه بـ"تغيير العقلية" لدى المتظاهرين.

وقال خلال مؤتمر عبر الفيديو مع نشطاء "من المهم جدًا بالنسبة إلينا أن ننتهز هذه الفرصة على صعيد المجتمع والدولة، وأن نستخدم ذلك للتأثير في نهاية المطاف".

وأضاف "يجري الآن تغيير في العقلية ووعي أكبر بأنه يمكننا القيام بشيء أفضل".

ودعا في تغريدة على موقع تويتر الأميركيين إلى الانخراط في المعركة ضدّ العنصرية في الولايات المتحدة.

صورة قديمة

لكن أي تقارير إعلامية من مؤسسات ذات صدقية لم تتحدث (حتى تاريخ إعداد هذا التقرير) عن ظهور أوباما علناً في أي تظاهرة منذ مقتل جورج فلويد.

من جهة ثانية، يثير عدم وضع أي من المتظاهرين لكمّامات، بمن فيهم كبار السنّ، الشكّ في أن تكون الصور ملتقطة حديثاً في ظلّ انتشار فيروس كورونا المستجدّ.

إثر ذلك، جرى التفتيش عن هذه الصور على محرّكات البحث، وأرشد إلى مقالات منشورة في العام 2015.

وتبيّن أن هذه الصور ملتقطة في السابع من آذار/مارس من العام 2015 في ألاباما، وشارك أوباما، الذين كان رئيساً حينها، إلى جانب الرئيس السابق جورج بوش في تلك التظاهرة التي تحيي ذكرى ما جرى في السابع من آذار/مارس من العام 1965.

ففي ذاك اليوم قبل نحو نصف قرن، انطلق حوالى 600 ناشط سلمي في مسيرة نحو مونتغومري عاصمة ولاية ألاباما للمطالبة بحقوقهم الانتخابية كاملة فانهالت عليهم الشرطة بالضرب المبرح في يوم دموي أطلق عليه اسم "الأحد الدموي" وشكل مفصلا في تاريخ الولايات المتحدة.

وبعد ثلاثة أسابيع شارك عشرات الآلاف مجدداً في مسيرة نحو مونتغومري قادها مارثن لوثر كينغ. وبعد أربعة أشهر وقّع الرئيس ليندون جونسون "قانون حقوق التصويت" الذي منح كل المواطنين حقّ التصويت بحظره كل الممارسات التي كانت تمنع أو ترهّب بعض الناخبين من تسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا