معلومات غير دقيقة في منشور عن وزيرة سويدية سابقة داعمة لحق الفلسطينيين في إقامة دولة

تداول آلاف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية منشوراً يدعو لـ"التضامن مع وزيرة خارجية السويد أورجوت وولستروم التي تواجه الآن هجمة عنصرية" بهدف "إسقاطها" من منصبها بسبب مواقفها الداعمة للفلسطينييين. لكن هذا المنشور مليء بالتفاصيل غير الدقيقة.

يحمل المنشور صورة ملتقطة من الشاشة لمنشور آخر كتب فيه "تضامنوا مع وزيرة خارجية السويد أورجوت وولستروم التي تواجه الآن هجمة عنصريّة إسرائيلية بسبب تصريحاتها التي قالت فيها إن الاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين هوة سبب التطرّف".

ونشرت هذه الصورة مع تعليقات تدعو لـ"التضامن مع وزيرة الخارجية أرجوت وولستروم" بوجه الحملة الداعية إلى "إسقاطها".

وهذا المنشور متداول على موقعي فيسبوك وتويتر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 25 حزيران/يونيو 2020

من هي أورجوت وولستروم؟

ليس في السويد سياسية اسمها أورجوت وولستروم، ولكن الوزيرة المقصودة في المنشور هي مارغوت وولستروم ذات التوجّهات الاشتراكيّة، والتي شغلت منصب وزيرة الخارجية فعلاً.

وولستروم وإسرائيل

تدعو وولستروم إلى حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مبدأ حلّ الدولتين القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلّة:

وهي أثارت أثناء تولّيها منصبها الوزاري استياء إسرائيلياً مرتين على الأقلّ: الأولى حين أعلن بلدها رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين عام 2014، والثانية حين طالبت الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيقات شاملة حول قتل جنود لفلسطينيين، ووصفت هذه الحوادث بأنها "قتل خارج القانون".

إثر ذلك اعتبرتها إسرائيل شخصاً غير مرغوب فيها، بحسب ما نقلت وسائل إعلام سويديّة.

هل تواجه وولستروم هجمة الآن؟

لكن وولستروم لا "تواجه الآن هجمة" ومحاولات "إسقاطها" بسبب مواقفها كما يقول المنشور الداعي إلى "التضامن مع وزيرة خارجية السويد".

فهي لم تعد في الحقيقة وزيرة خارجية السويد منذ العام 2019، حين قدّمت استقالتها للتفرّغ لشؤون عائلتها، بحسب ما نقل صحافيو وكالة فرانس برس في ستوكهولم. وهي عبّرت عن هذا الموقف أيضاً في تغريدات على موقع تويتر.

ولدى استقالتها، كتبت وسائل إعلام إسرائيليّة: "استقالة الوزيرة السويدية التي اعترفت بدولة فلسطين"، وأن السنوات الخمس التي أمضتها في وزارة الخارجية سجّلت "تدهوراً للعلاقات" بين بلدها وإسرائيل.

لماذا ظهر هذا المنشور؟

بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور في العام 2015، حين كانت وولستروم ما زالت في منصبها الوزاري، وأثارت في عملها استياء إسرائيلياً بالفعل.

ويبدو أن مستخدمين لمواقع التواصل باللغة العربية أعادوا تداول المنشور، تعاطفاً مع مواقف وولستروم، من دون التدقيق في اسمها أو في أنها لم تعد منذ العام الماضي في منصب رسميّ.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا