هاتان الصورتان ملتقطتان في السودان وألبانيا ولا شأن لحديقة الحيوانات في تونس بهما

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما في تونس صورتان قيل إنهما تُظهران أسوداً جائعة مصابة بالهزال في حديقة للحيوان في وسط العاصمة. لكن هذا الادعاء غير صحيح، وإحدى الصورتين التقطها مهندس سوداني في الخرطوم ضمن حملة لإنقاذ أسود حديقة الحيوان هناك، أما الصورة الثانية فمصدرها ألبانيا.

يحمل المنشور صورتين، يظهر في واحدة منهما أسدان مصابان بالهزال في قفص ما يبدو أنها حديقة للحيوان.

أما الصورة الثانية، فيظهر فيها أسد واحد، وهو مصاب على ما يبدو أيضاً بالهزال أو المرض.

وجاء في التعليقات المرافقة: "فضيحة: الصور مأخوذة اليوم من البلفيدير (وسط تونس) في 26 ديسمبر 2020".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 كانون الأول/ديسمبر 2020 من موقع فيسبوك

تونس تنفي

نفت السلطات التونسية ما ورد في هذه المنشورات وقالت بلدية العاصمة في بيان على موقع فيسبوك إن الأسود الموجودة في حديقة الحيوان "بصحّة جيّدة".

ونشرت مقطع فيديو يُظهر رئيسة البلديّة تزور الحديقة لتفقّد حالة الحيوانات فيها.

أين التقطت هذه الصور إذاً؟

أرشد التفتيش عن الصورة الأولى باستخدام محرّك غوغل إلى مقال نشر في صحيفة هندية باللغة الإنكليزية في كانون الثاني/يناير 2020، ونشرت فيه الصورة.

ويحتوي المقال على تغريدة لناشطة في مجال الرفق بالحيوان تخاطب رئيس الحكومة السودانية بالتدخّل لإنقاذ أسود حديقة القرشي في الخرطوم.

وبمزيد من البحث، أمكن العثور أيضاً على منشور على موقع فيسبوك كتبه في 18 كانون الثاني/يناير 2020 مهندس سوداني اسمه عثمان صالح.

وقال عثمان صالح لوكالة فرانس برس: "أنا التقطت هذه الصور في الخرطوم في الثامن عشر من كانون الثاني/يناير، في حديقة القرشي".

وبالفعل، علت أصوات في ذلك الوقت مطالبة بإنقاذ خمسة أسود من الحديقة، وفقاً لصحافيي وكالة فرانس برس في الخرطوم الذين أعدوا هذا التقرير حينها:

الصورة الثانية؟

أما الصورة الثانية، فهي أيضاً ليست ملتقطة في تونس.

فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها مصوّرة في ألبانيا، على أنها تصوّر حيوانات مهملة في حديقة خاصة للحيوان، من بينها ثلاثة أسود، أُنقذت ونُقلت إلى حدائق أفضل.

Image

وقد أعدّ عنها صحافيو مكتب وكالة فرانس برس في تيرانا هذا التقرير عنها آنذاك:

وسبق أن ظهرت ادّعاءات مماثلة طالت حدائق الحيوان في بلدان أخرى منها الكونغو والجزائر، وقد أعدّت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقريراً عن كلّ منهما.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا