هذه ليست صورة لمقاتل إيطالي بين قوات حكومة الوفاق في ليبيا

يظهر في الصورة المتداولة مقاتل يقف أمام آلية عسكرية، وحول رأسه عصبة بألوان تشبه ألوان العلم الإيطالي، وعلى ذراعه وشم بالألوان نفسها.

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، نُشرت هذه الصورة للمّرة الأولى مساء الخميس 18 نيسان/أبريل 2019 على صفحة "قناة ليبيا الحدث" الموالية للمشير خليفة حفتر، قائد قوّات "الجيش الوطني الليبي" والذي يشن منذ الرابع من نيسان/أبريل حملة عسكرية للسيطرة على العاصمة.

وجاء في التعليق المرفق "صورة حصرية تثبث مشاركة قوات خاصة إيطالية مع ميليشيات الوفاق ضد الجيش"، وشاركها من هذه الصفحة وحدها مئات المستخدمين.

بعد ذلك انتشرت الصورة على صفحات وحسابات عدّة للموالين لحفتر وأيضاً لأنصار الزعيم الليبي السابق معمّر القذافي.

-خلفية عامّة -

يتواجه طرفا النزاع في ليبيا في معارك ضارية منذ إعلان المشير خليفة حفتر إطلاق حملة عسكرية واسعة للسيطرة على طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

وبموازاة المعارك المحتدمة في الميدان، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي معارك من نوع آخر بين أنصار الفريقين، يحاول فيها كلّ من الطرفين تسليط الضوء على انتصارات فريقه وتوجيه الاتهامات للفريق الآخر بارتكاب انتهاكات أو بالولاء للخارج.

-لمن هذه الآلية؟-

تحمل الآلية العسكرية في الصورة شارة "القيادة العامّة للقوات المسلّحة العربية الليبية" وهو الاسم المعتمد لقوات حفتر، إضافة إلى عبارة "الكتيبة 166 مشاة".

ويدّل ذلك على أن الآلية تابعة لقوات حفتر وليس لقوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، ما يعزّز احتمال أن تكون هذه الآلية ممّا غنمته قوات حكومة الوفاق في المعارك الأخيرة.

وقد نشرت قوات حكومة الوفاق مقاطع لآليات قالت إنها غنمتها من قوات حفتر بعد صدّها عند أبواب طرابلس.

-على ماذا تدلّ الصورة؟-

يستند ناشرو الصورة إلى ألوان عصبة المقاتل وألوان الوشم المشابهة لألوان العلم الإيطالي، للقول إن القوات الخاصّة الإيطالية تشارك في العمليات العسكريّة إلى جانب قوات حكومة الوفاق. لكن هذه الألوان، في حال كانت فعلاً على ما هي عليه في الصورة، ليست دليلاً على ذلك، إذ لا تصوّر العلم الإيطالي بشكل جليّ.
 

-لكن هل الصورة حقيقية؟-

لم تُرشد محرّكات البحث إلى أية صورة مشابهة منشورة على المواقع الإلكترونية.

ولمّا كانت الآلية تحمل اسم "الكتيبة 166 مشاة"، بحث فريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس في صفحات فيسبوك التابعة لقوات حفتر، فعثر على صفحة باسم هذه الكتيبة.

وتبيّن أن الصفحة نشرت مساء السادس عشر من نيسان/أبريل تعليقاً حول مسار العمليات العسكرية، مرفقاً بصورة آلية تحمل إشارة تدلّ على أنها تابعة لقوات حكومة الوفاق على أنها من غنائم الحرب.

ومن المصادفات أن الكتيبة 166 التابعة لحفتر اشتبكت على ما يبدو مع كتيبة تحمل الرقم نفسه تابعة لحكومة الوفاق.

ولدى قراءة التعليقات على هذا المنشور، تبيّن أن أحد المستخدمين المؤيدين لحكومة الوفاق ردّ على الصورة بصورة مقابلة لآلية غنمتها قوات الوفاق الوطني من قوات حفتر، وهي نفسها الصورة المنتشرة على أنها تّظهر مقاتلا إيطالياً في صفوف قوات الوفاق.

ويظهر المقاتل في هذه الصورة بعصبة بنيّة اللون وليس بألوان العلم الإيطاليّ، وذراعه لا يحمل أي وشم، ما يدّل على أن الألوان أضيفت في ما بعد إلى الصورة للإيحاء بأنها ألوان العلم الإيطالي.

ونشر المستخدم هذه الصورة صبيحة الثلاثاء أي قبل نحو عشر ساعات على بدء تداولها بعد تعديل ألوانها على أنها لمقاتل إيطالي.

وتتشابه هذه الصورة كثيراً مع ما تنشره قوات حكومة الوفاق عن السيطرة على غنائم من قوات حفتر.

ويظهر الشخص أيضاً في صورة أخرى باللون الحقيقي للعصبة أي اللون البنيّ.