إردوغان لم يقل إن بلاده أرسلت مقاتلين متشدّدين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 20 أغسطس 2020 الساعة 11:52
- اريخ التحديث 20 أغسطس 2020 الساعة 12:26
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
في ظلّ التوتّر الكبير بين القاهرة وأنقرة الذي أجّجه النزاع الليبي، تداول مستخدمون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية مقطعاً مصوّراً على أنه يُظهر اعتراف الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان بإرسال مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا إلى شبه جزيرة سيناء في مصر. لكن كلام الرئيس التركي أخرج من سياقه وحُرّف معناه.
ثم عرض البرنامج مقطعاً يظهر فيه إردوغان وهو يتلو خطاباً، وكُتب تحت المقطع "إردوغان يعترف بإرسال عناصر من تنظيم داعش إلى سيناء".
ورافقت كلام الرئيس التركي ترجمة إلى اللغة العربية جاء فيها "هل تعرفون إلى أن سيتمّ اقتياد مقاتلي داعش؟ الذين كانوا في عمليات الرقّة (في سوريا)؟ أجل، إلى صحراء سيناء المصريّة، سيتمّ استخدامهم هناك، بعد ذلك سنتابع مهامهم هناك عن قرب".
ثم علّق المذيع بعد كلام إردوغان "الأموال القطريّة استخدمت بتخطيط تركي إخواني لنقل الإرهابيين إلى سيناء. لم نكن نقرأ الفنجان، بل كنّا نقول حقائق، لكن بعض الناس لا يريدون أن يسمعوا".
نشر هذا الجزء من البرنامج على موقع يوتيوب بعنوان "فيديو كارثي، أردوغان يعترف على الهواء بإرسال دواعش إلى سيناء".
وتداول هذا الفيديو، أو فيديو لهذا الجزء من خطاب إردوغان فقط من دون تعليق المذيع، آلاف المستخدمين وشاهدهما عشرات الآلاف على مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب.
شاهد #اردوغان يعترف بارسال ارهابيين داعش الى سيناء المصرية وان هناك من يمولهم ويقتادهم من سوريا إلى #مصر pic.twitter.com/cYNZ3EEfSY
— أشرف السعد (@ashraaf_alsaad) April 30, 2020
توتّر بين مصر وتركيا
بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر الفيديو الذي يحتوي على كلام الرئيس التركي تحت عنوان "إردوغان يعترف بإرسال دواعش الرقّة إلى سيناء" في العام 2018.
ثم بدأ انتشار المقطع من برنامج نشأت الديهي على نطاق واسع منذ أيار/مايو الماضي، في ظلّ تصاعد التوتّر والاتهامات المتبادلة بين القاهرة وأنقرة، لا سيّما على خلفيّة النزاع في ليبيا حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وتدعم القاهرة الرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر. ويتنازع الطرفان الليبيان على السلطة.
إضافة إلى ذلك، تتّهم مصر تركيا وحليفتها قطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها القاهرة تنظيماً إرهابياً.
خارج السياق
لكن إردوغان لم يقل في هذا الخطاب إن بلاده أرسلت مقاتلين متشدّدين إلى مصر، بل على العكس، كان يتباهى بقتال الجيش التركي لهم في مناطق سوريّة حدوديّة مع بلده.
وسرعان ما تعرّف صحافيو مكتب وكالة فرانس برس في إسطنبول على هذا الخطاب الذي ألقي في كانون الأول/ديسمبر من العام 2017 في قاعة البرلمان في أنقرة، بعد أشهر على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقّة السورية على يدّ مقاتلين أكراد بدعم أميركي.
وسبق ذلك عمليّة عسكرية شنّتها قواته وفصائل سورية موالية لها على الحدود مع سوريا ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية، والقوّات الكرديّة التي كانت أصلاً تخوض معركة شرسة ضدّ المتشدّدين.
وانتقد إردوغان في خطابه هذا الولايات المتحدة لدعمها المقاتلين الأكراد.
وقال "لا أحد يحقّ له أن يعطي تركيا دروساً في قتال داعش، لأننا الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي التي قاتلت داعش بفاعلية".
ثم أضاف ما جاء في المقطع المتداول، وترجمته إلى اللغة العربية بحسب مكتب إسطنبول في وكالة فرانس برس "هل تعرفون إلى أين سيذهب مقاتلو داعش بعد عمليّة الرقّة؟ إلى مصر، إلى صحراء سيناء، وهناك ستوكل إليهم مهمّات جديدة. سنتابع ما سيقومون به عن كثب".
ثم واصل انتقاده للولايات المتحدة قائلاً "كيف يمكن أن نبني مستقبلاً مع حلفاء يدّعون أنهم يحترمون خصوصياتنا نظرياً، لكنهم في الحقيقة يطعنون كلّ حساسيات تركيا"، في إشارة إلى دعم واشنطن لفصائل كرديّة تعتبرها أنقرة منظمات إرهابية.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا