
هذا الفيديو لا يُظهر دفن مسلمين أحياء في بورما
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 19 يوليو 2019 الساعة 16:42
- تاريخ التحديث 19 يوليو 2019 الساعة 16:43
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
-بماذا نحقق؟-
يُظهر الفيديو عدداً من الأشخاص جالسين في حفرة في الأرض على شكل قناة، وحولهم حشد يراقب المشهد وبعضهم يلتقط صورا. كما يظهر رجالاً يرتدون بدلات توحي بأنهم عناصر أمن قرب جرّافة تتحرّك في آخر المقطع بتوجيهات من رجل بملابس عسكرية، وينتهي المقطع من غير أن يظهر ما بحصل بعد ذلك.
وتُسمع في المقطع هتافات جماعية تردد "لا إله إلا الله".
ونال المقطع أكثر من سبعة آلاف و800 مشاركة، وأكثر من 604 آلاف مشاهدة من هذه الصفحة وحدها.

كما نشر المقطع على عدد من الصفحات والحسابات حيث نال آلاف المشاركات وعشرات آلاف المشاهدات.
وانتشر أيضاً على موقع يوتيوب.
وبحسب ما وقع عليه فريق فراس برس، بدأ انتشار المقطع بهذا السياق على مواقع التواصل باللغة العربية في آب/أغسطس 2017.
-سياق نشر المقطع-
نفذت سلطات بورما عام 2017 حملة أمنية عنيفة ضد المسلمين من أقلية الروهينغا دانتها الأمم المتحدة على أنها ترقى إلى التطهير العرقي، وطالب محققون بمحاكمة قادة الجيش بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وفتحت هذه الأحداث الباب لظهور مقاطع وصور كثيرة، تبيّن أنّ العديد منها غير صحيح، مثل هذه الصور التي تناولها تقرير لفرانس برس في شباط/فبراير الماضي.
وأثار انتشار هذا المقطع سيلاً من التعليقات الغاضبة والمتعاطفة مع مسلمي بورما.

-عناصر مثيرة للشكّ-
لكن المقطع يحمل بعض العناصر التي تبعث على التشكيك في أن يكون فعلاً لدفن أشخاص أحياء، منها أن الجالسين في الحفرة لا يبدون أي خوف. كما أن المقطع لا يُظهر على الإطلاق ما يوحي بالأحداث التي يصفها المنشور، بل ينتهي عندما تتحرّك الجرّافة.
ويظهر في المقطع أشخاص يحملون آلات تصوير وهم يلتقطون صوراً في المكان بكل هدوء. ومن المُستبعد أن تسمح أي جهة بتوثيق جريمة جماعية ترتكبها بهذا الشكل الفاضح.
-حقيقة المقطع-
لدى البحث في التعليقات على هذا المقطع، تبيّن أن عدداً من المستخدمين كتبوا أن الفيديو يصوّر تظاهرة احتجاجاً على منجم، ومنهم من حدّد أنّه ملتقط في إندونيسيا.

إثر ذلك، تواصل فريق تقصّي صحّة الأخبار مع مكتب وكالة فرانس برس في جاكرتا.
وقال أحد الصحافيين في المكتب "اللغة المسموعة في التسجيل هي اللغة الإندونيسية، لكن بعض العبارات غير واضحة".
ويقول صوت يُسمع في أول المقطع "الناس جالسون في الحفرة.. عناصر الشرطة يصرّون على (كلمة غير مفهومة)..السلك في الحفرة".
وأرشد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة والتفتيش عنها في محرّكات البحث إلى مقطع مشابه تماماًَ نُشر في التاسع من آذار/ماس 2017، أي قبل أربعة أشهر على ظهور الخبر الكاذب على مواقع التواصل باللغة العربية.
ويحمل هذا المقطع عنوان "600 من سكان بانيوانغي يرفضون وجود منجم ذهب"، وكُتب في الشرح "600 من سكان بانيوانغي يحتجّون في منطقة تومبانغ بيتو، في بانيوانغي شرق جزيرة جاوة غرب إندونيسيا".
ونُظّم هذا الاحتجاج في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بحسب ما نقلت قناة "سي إن إن إندونيسيا".
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا