الرئيبس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً على الهاتف مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2020 (AFP / Ian Langsdon)

هل طلب جو بايدن من إيمانويل ماكرون الاعتذار للمسلمين؟

يدّعي المنشور أنه يعرض بالفيديو "الرئيس الأميركي جو بايدن يحرج رئيس فرنسا أمام الجميع ويدافع عن الرسول والإسلام".

عشرات آلاف المشاركات وملايين المشاهدات حصدها منشور مرفق بفيديو قيل فيه إن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتذار للمسلمين بعد مواقفه من التطرّف الإسلامي والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد. لكن هذا الخبر لا أصل له من الصحّة.

ولدى مشاهدة الفيديو لا يُرى بايدن وهو يتحدث، بل يُسمع صوت المعلّق العربي.

والمعلّق العربي هو من يروي أن بايدن هاجم ماكرون وأنه قال في تصريح إنه على الرئيس الفرنسي أن يعتذر من المسلمين.

حصد هذا المنشور نحو أربعين ألف مشاركة وثلاثة ملايين مشاهدة من هذه الصفحة وحدها على موقع فيسبوك، وانتشر أيضاً على موقعي يوتيوب وتويتر.

ويأتي انتشار هذه الصورة فيما يتعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات كبيرة على مواقع التواصل باللغة العربية بسبب مواقفه من التطرّف الإسلامي ومن نشر الرسوم الكاريكاتوريّة المسيئة للنبيّ.

خبر كذب

لكن جو بايدن لم يقل شيئاً من هذا القبيل.

فالخبر المتداول يعد المستخدم بأن "يُشاهد بالفيديو" إحراج بايدن لماكرون، وهذا ما لا يُعثر عليه في الفيديو، بل لا يُسمع سوى صوت المعلّق باللغة العربية.

من جهة أخرى، يدّعي المنشور أن جو بايدن وبّخ ماكرون "في تصريح"، ويعني ذلك أن كلام بايدن ينبغي أن يكون قيل علناً حتى يصحّ أن يُقال فيه إنه "تصريح" و"إحراج أمام الآخرين".

إزاء ذلك، أكّد صحافيو مكتب وكالة فرانس برس في واشنطن المعنيون بمتابعة تصريحات جو بايدن، أنه "لم يقل شيئاً مما نُسب إليه في هذا المنشور في أي تصريح أو خطاب".

هل يمكن أن يكون بايدن تحدّث هاتفياً مع ماكرون؟

نعم. بصرف النظر عن أن المنشور ادّعى أن كلام بايدن لماكرون كان في تصريح علنيّ.

فقد أجرى بايدن اتصالاً بماكرون في العاشر من الشهر الجاري تركّز على التهنئة بنتيجة الانتخابات الأميركية.

لكن الحديث بينهما لم يتطرّق إلى أي شيء مما ذكر في المنشور، بحسب ما جاء في البيان الصحافي الصادر عن فريق جو بايدن، والذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه. 

وبحسب البيان، شكر بايدن ماكرون على تهنئته بفوزه وأعرب عن رغبته بتعزيز العلاقات على ضفّتي الأطلسي، وتحدّثا عن سبل احتواء وباء كوفيد 19، وأثارا شؤوناً تتعلّق بالمناخ وحقوق الإنسان حول العالم والبرنامج النووي الإيراني ومسائل أخرى، ولم يتطرّق الاتصال - بحسب البيان- إلى أي شيء مما ذكر في المنشورات المضلّلة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا