كلا، السلطات الأميركية لم تُعدم قرصان الإنترنت الجزائري حمزة بن دلاج

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صوراً لقرصان الإنترنت الجزائري حمزة بن دلاج على أنه أعدم بعد قرصنة مصارف ومؤسسات إسرائيلية وأميركية وإرسال المال لجمعيات فلسطينية، إلا أن الادعاء خطأ فقد حكم عليه بالسجن 15 عاماً وليس بالإعدام.

تختلف الصور المنتشرة في هذا السياق، فيظهر بُعضها بن دلاج مبتسماً في حين يُظهره بعضها الآخر في مركز للشرطة. ويذهب بعض المستخدمين إلى نشر صورة رجل مبتسم وحبل المشنقة ملتف حول عنقه على أنه هو.

أما التعليقات المرفقة بالصور فتجمع على أن حمزة بن دلاج بطلٌ سحب أموالاً من مصارف أميركية وإسرائيلية و"حوّلها إلى فقراء فلسطين". لكن المنشورات تختلف في الحديث عن مصيره بين من يقولون إنه محكوم بالإعدام أو أعدم فعلاً أو إن مصيره مجهول.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2019 عن موقع فيسبوك

 

بدأ انتشار هذا الخبر باللغة العربية عام 2015 على الأقل بحسب ما وقع عليه فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس. وقد تداوله مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع بحيث نال على صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من 46 ألف مشاركة.

وانتشر الخبر على فيسبوك أيضا باللغة الفرنسية والإنكليزية والإسبانية. وتداوله بهذه اللغات أيضاً رواد صفحات تويتر ويوتيوب.
 

توقيف قرصان إنترنت وترحيله!

أوقف حمزة بن دلاج، المعروف بـ "Bx1" كقرصان إنترنت، في تايلاند عام 2013 قبل ترحيله إلى الولايات المتحدة حيث كان يواجه منذ 2011 تهماً عديدة منها تهمة المشاركة في تطوير برنامج "سباي آي" (SpyEye) وبيعه وتوزيعه بين 2009 و2011. وهذا البرنامج يسمح بالولوج إلى أجهزة الكمبيوتر وكشف معلومات شخصية ومالية سرية (كالهويات وكلمات السر وأرقام البطاقات المصرفية…)

وبحسب بيان مكتب التحقيقات الفدرالية الصادر في 15 تموز/ يوليو 2015، فقد أقر حمزة بن دلاج بذنبه أمام القضاء ولكن كل التهم الموجهة إليه لا يعاقب عليها أصلا بالإعدام.

وبالاستناد إلى بيان آخر صادر في 20 نيسان/ أبريل 2016 أشارت وزارة العدل الأميركية أن بن دلاج حكم عليه بالسجن 15 عاماً.

وقام بن دلاج، بحسب القضاء الأميركي، بسرقة "مئات آلاف أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية التي تمثل خسائر بقيمة ملايين الدولارات للأفراد والمؤسسات المالية في العالم".

وتقدّر السلطات الأميركية أن برنامج "سباي آي" الخبيث هو الأبرز لناحية استهداف المصارف بين 2010 و2012 والمستخدم من قبل "نقابة عالمية من مرتكبي جرائم المعلوماتية للفتك بأكثر من 50 مليون جهاز كمبيوتر الأمر الذي تسبب بخسائر مالية… تكبدها أفراد ومؤسسات مالية أميركية".
 

صورة الرجل وحبل المشنقة

أما صورة الرجل المبتسم فيما يلتفّ حبل المشنقة على رقبته، فهي تعود إلى الشاب الإيراني ماجد كافوسيفار الذي أدين بتهمة قتل مسؤول إيراني عام 2005 وأعدم شنقاً عام 2007.

Image
صورتا اليمين: مجيد كافوسيفار قبل إعدامه علنا في وسط طهران في 2 آب/أغسطس 2007 (أف ب/ بهروز مهري) - صورة اليسار: صورة ملتقطة من الشاشة في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2019 عن موقع فيسبوك

أموال للفلسطينيين؟

من ناحية أخرى، لم يرسل بن دلاج الأموال إلى مؤسسات خيرية فلسطينية كما جاء في المنشور المضلّل. فلقد أكدت الشرطة التايلاندية في السابع من كانون الثاني/ يناير 2013 أن لدى سؤال بن دلاج عما فعله بالمال ردّ بأنه "أنفقه للسفر ولعيش حياة رفاهية كالسفر بالدرجة الأولى والإقامة في القصور.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا