هذا الفيديو يظهر ماكرون موبخاً شاباً فرنسياً منذ سنتين ولا يمتّ بصلة إلى الإساءة إلى النبي محمد

ملايين المشاهدات حصدها فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر "شاباً فرنسياً مسلماً يواجه الرئيس ماكرون في الشارع" على خلفيّة تصريحاته عن الحقّ في نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبيّ محمّد. لكنّ هذا الفيديو قديم ولا يمتّ بصلة إلى مواقف ماكرون الأخيرة.

يبدو في الفيديو الرئيس الفرنسي محاطاً بمجموعة من الشباب وهو يتحدّث إليهم، ليظهر في لقطة أخرى وهو يرفع سبابته في وجه أحدهم. وجاء في النصّ المرافق له "شاهد شاب فرنسي مسلم وجد رئيس فرنسا فى الشارع.. أنظر ماذا فعل معه بعدما أساء إلى الرسول والإسلام". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عن موقع فيسبوك

لكن عند مشاهدة الفيديو لا يمكن سماع ما يقال في الحقيقة فصوت المعلّق يرافق كلّ المشاهد. وقد جاء في التعليق الصوتيّ أنّ "الرئيس الفرنسي ينزل وسط التجمّعات...وعندما كان يمرّ أمس في أحد الشوارع الفرنسيّة وجد تجمعاً كبيراً وطلب من السائق أن ينزل ليلتقي المجموعة". 

ويضيف التعليق أنّ شاباً رفض أن يصافحه قائلاً "أنا شاب مسلم واسمي جاستن، أنا أختلف معك لأنّك تشوّه صورة الإسلام… لا أتشرّف أن أمدّ يدي لك"،ـ فغضب ماكرون وغادر المكان بسرعة، وفقاً للمعلّق، ثم انتقل بعدها إلى استعراض "مواقف محرجة تعرّض لها الرؤساء حول العالم".

احتجاجات على تصريحات ماكرون 

حظي الفيديو برواج كبير بعد الاحتجاجات على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دافع فيها عن الحقّ في نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبيّ، باسم حريّة التعبير. وجاء كلام ماكرون بعد مقتل المدرس سامويل باتي في 16 تشرين الأول/أكتوبر، الذي عرض أمام طلابه بعض تلك الرسوم.

قصّة خياليّة

لكنّ الكلام المسجّل في هذا المقطع هو من نسج الخيال، أمّا المشاهد المرفقة به للرئيس الفرنسي فتعود لأكثر من سنتين ولا علاقة لها بالجدل حول الرسوم الكاريكاتورية.

فقد أرشد البحث إلى أنّها منشورة في حزيران/يونيو عام 2018، خلال حضور ماكرون احتفالاً رسمياً شمال فرنسا في ذكرى دعوة الجنرال شارل ديغول إلى المقاومة الشعبية خلال الحرب العالمية الثانية.

واستاء ماكرون حين ناداه الشاب الموجود بين الحشود "مانو"، فوبّخه قائلاً  "...في هذا اليوم تحديداً يجب أن تقول لي سيادة الرئيس أو سيدي..". 

وقد نشر ماكرون الفيديو على صفحته الرسميّة في تويتر وتداولته مواقع إخباريّة عدّة (2,1).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا