الصورة الثانية لا تُظهر جنوداً أذربيجانيين يشاركون في استعادة قرى هُجّروا منها وهم أطفال 

مع اشتداد المعارك الدائرة في إقليم قره باغ، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مزدوجة قيل إنها تقارن بين تهجير سكان أذربيجانيين من الإقليم عام 1992 وبين عودة أبنائهم لاستعادته في العام 2020 بقوّة السلاح. الصورة الأولى وإن كانت توثّق بالفعل حدثاً وقع أثناء معارك التسعينات، إلا أن الصورة الثانية مأخوذة العام الماضي من استعراض عسكريّ ولا علاقة بها بالمعارك الدائرة حالياً.

يضمّ المنشور صورتين ملتصقتين. يبدو في الجزء العلوي، الذي دوّن على زاويته اليمنى عام 1992 بخط عريض، وفد من الرجال والنساء والأطفال يسلكون طريقًا. أما في جزئها السفلي، الذي كتب عليه عام 2020، فتظهر قافلة عسكريّة تضمّ خيولاً ومدرعات ومشاة.

وجاء في التعليق المرافق للصورة "الذين أخرجوا من أرضهم وتركوا بيوتهم نازحين من أراضيهم في قره باغ في 1992 وهم أطفال رضّع تحملهم أمهاتهم… اليوم كبروا ورجعوا فوق الدبابات لتحرير أراضيهم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2020 عن موقع فيسبوك

ويأتي تداول هذا المنشور فيما يواصل الأرمن والأذربيجانيون القتال العنيف الذي اندلع في 27 أيلول/سبتمبر في منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية حيث أعلن كل جانب عن تحقيق انتصارات وأبدى تصميمه على الاستمرار في المعركة على الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار وسقوط ضحايا كثر في صفوف المدنيين.

وتبادل الجانبان الاتهامات خلال اليومين الماضيين بتعمّد تصعيد القصف على المدن المأهولة، بما في ذلك عاصمة الانفصاليين ستيباناكرت وغنجه ثاني أكبر مدن أذربيجان.

بين الحقيقة والتضليل

الصورة الأولى ملتقطة فعلاً عام 1992، إلا أن الصورة الثانية لا علاقة لها بالأحداث الجارية حالياً.

فالبحث عن الصورة الأولى يُظهر أنها منشورة في سياق الحديث عن احتلال القوات الأرمنية لمنطقة كالباجار (1، 2، 3، 4) خلال حرب العام 1992.

أما أقدم نسخة تمكن فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس من تعقبها فتعود إلى العام 2014.

إثر ذلك، جرى التعمق في البحث باستخدام كلمات مفتاحية ما أرشد إلى موقع "كاسبيان نيوز" الذي نشر هذه الصورة مرفقة بالتعليق أنها لسكان خودالي في قره باغ الذين كانوا يحاولون الفرار بعد شنّ القوات الأرمينية هجومًا على المدينة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 عن موقع Caspian News

وأرفقت الصورة أيضًا باسم المصوّرة، وهي الروسية فكيوريا إيفيلفا التي دخلت إلى المدينة بعد هذا الهجوم والتقطت صوراً للشوارع والسكان.

الصورة الثانية

غير أن الصورة الثانية لا علاقة لها بالاشتباكات الحالية، وهي لا تُظهر جنوداً أذربيجانيين عائدين إلى قراهم في قره باغ بعدما أخرجت منها عائلاتهم وهم صغار.

فالتفتيش عنها يُظهر أنها منشورة في 14 حزيران/يونيو 2019 ضمن مجموعة من الصور في مقالات للحديث عن الذكرى السادسة والعشرين "ليوم الخلاص الوطني" في أذربيجان.

وفي ذلك اليوم نظم احتفال ضخم لإحياء هذه الذكرى حمل فيه خمسة آلاف جندي علماً للبلاد بطول خمسة كيلومترات. وتضمن العرض  ركوب الخيول وعرضًا لمركبات لعسكرية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا