هذه الآثار لا تعود لقصر أمبراطور بيزنطيّ إنّما لكنيسة بيزنطيّة مكتشفة في ستينات القرن الماضي

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورةً يدّعي ناشروها أنّها تيجان أعمدة قصر إمبراطور بيزنطيّ حوّلها السلطان محمّد الفاتح إلى مقاعد عامّة في مدينة اسطنبول . إلا أنّ الآثار الظاهرة في الصورة تعود في الحقيقة إلى كنيسة اكتشفت في ستينات القرن الماضي في تركيا.

يصوّر المنشور متنزّهاً، مقاعده على شكل تيجان أعمدة يجلس عليها رجلان. وقال ناشرو الصورة إنّ هذه الآثار "تعود لقصر أحد أباطرة القسطنطينية"، ويفهم في السياق أنّه قسطنطين الحادي عشر.

ويضيف المنشور قصّة لهذه الآثار التي استحالت مقاعد فيخبر أنّ قسطنطين الحادي عشر هدّد السلطان محمّد الفاتح بعد محاصرته القسطنيطينية قائلاً إنه "سيجعل المسلمين يجلسون على مواقد الجمر" فردّ محمّد الفاتح بأنّه "سيجعل المسلمين يجلسون على تيجان أساطين قصر الأمبراطور".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 كانون الثاني/يناير 2022 عن موقع فيسبوك

حصد هذا المنشور عشرات آلاف التفاعلات على موقع فيسبوك وصدّق مستخدمون كثر الصورة والقصّة المرافقة لها.

آثار كنيسة بيزنطيّة

إلا أنّ الآثار الظاهرة في الصورة لا علاقة لها بقصر الأمبراطور قسطنيطن الحادي عشر.

فالبحث المتقدّم باستخدام التفتيش العكسي وخدمة خرائط غوغل يشير إلى أنّ هذا المكان هو متنزّه في إسطنبول يطلق عليه اسم Saraçhane Arkeoloji Parkı.

وتُظهر بعض الصور المعروضة في خدمة خرائط غوغل نفس تيجان الأعمدة والمعالم الهندسيّة التي تبدو في صورة المنشور المضلّل.

تواصل صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع ياسين كاراباكاك، أحد أبرز المرشدين السياحيين في إسطنبول ومؤلّف مجموعة من الكتب حول تاريخ المدينة.

وبعد الاطلاع على الصورة، نفى كاراباكاك علاقتها بقصر الإمبراطور البيزنطيّ قائلاً "من المستحيل أن تكون هذه الآثار من قصر الأباطرة البيزنطيين".

وشرح قائلاً "ما يظهر في الصورة هو تيجان أعمدة من كنيسة القديس بوليوكتوس". وتابع "عثر على هذه الآثار خلال أعمال حفر في ستينات القرن الماضي".

وكانت أعمال الحفر تهدف لتشييد جادة، بناء على قرار من رئيس الوزراء التركي آنذاك عدنان مندريس. لكنّ المكان تحوّل إلى "منتزه أثريّ" تُركت فيه بعض الآثار في حين نُقل بعضها الآخر إلى متحف إسطنبول الأثريّ.

ويبدو أنّ استخدام هذه التيجان كمقاعد يثير حفيظة كثيرين في تركيا إذ يعتبرون هذا التصرّف مسيئاً للتاريخ والآثار.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا