هذه الصورة لا تُظهر ضابطاً جزائريّاً رفيعاً مع ضابط إسرائيلي بل مع مسؤول في حلف شمال الأطلسي

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على صفحات مغربية، صورة ادعى ناشروها أنها تظهر مسؤولاً عسكريّاً جزائرياً يصافح ضابطاً إسرائيلياً، في ما اعتُبر "تطبيعاً" جزائرياً مع الدولة العبريّة. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة تُظهر الضابط الجزائريّ شريف زراد يصافح رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي وضابطاً مصرياً عام 2008.

يظهر في الصورة ثلاثة رجال يرتدون لباساً عسكرياً، وهم يتصافحون. وأضيفت على الصورة أعلام الجزائر ومصر وإسرائيل.

جاء في التعليق المرافق ما يوحي بأن الصورة تجمع ضباطاً من الدول الثلاث.

وندّد بعض المستخدمين بما اعتبروه "تطبيعاً جزائرياً مع إسرائيل" علماً أن الجزائر لا تقيم أي علاقات مع الدولة العبريّة، بل تعدّ دولة داعمة تاريخياً للقضية الفلسطينيّة.

حصدت الصورة عشرات المشاركات ومئات التعليقات على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر.

توتّر بين الرباط والجزائر

ظهرت الصورة في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، تزامناً مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس المغرب بعد عام على إبرام اتفاق تطبيع بين البلدين في زيارة هي الأولى من نوعها تتزامن مع توتر بين الرباط والجزائر حول الصحراء الغربية.

وقد أثارت هذه الزيارة غضب الجزائر، إذ اعتبر رئيس مجلس الأمة الجزائري صلاح قوجيل أن بلاده "هي المستهدفة" بهذه الزيارة التي أسفرت عن توقيع المغرب وإسرائيل مذكرة تفاهم تعزز التعاون الأمني والعسكري بينهما.

في هذا السياق، من المُستبعد أن يظهر مسؤول جزائريّ رفيع مع مسؤول إسرائيلي.

من في الصورة إذاً؟

أرشد التفتيش عبر محركات البحث إلى النسخة الأصليّة من الصورة منشورة على الموقع الرسمي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ سنوات.

وتُظهر الصورة المنشورة بتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2008، رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو آنذاك الأدميرال غيامباولو دي باولا، متوسطاً مساعد قائد الناحية العسكرية الثالثة في الجزائر آنذاك شريف زراد (يمين) ، وطارق مهدي عبد التواب (يسار) الذي كان يشغل منصب رئيس أركان قوات الدفاع الجوي آنذاك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر من موقع حلف شمال الأطلسي

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا