هذه الصور لا تُظهر دمج دار للمسنّين بدار للأيتام في كندا

عشرات آلاف المشاركات حصدتها صورتان قيل إنهما تُظهران دمج دار أيتام بدار للمسنّين في كندا في خطوة "غيّرت جذرياً" حياة المسنّين والأيتام. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالصورتان تُظهران في الحقيقة تجربة اجتماعيّة موقّتة، وليس دمجاً، لمراقبة تفاعل أطفال مدرسة، وليس دار أيتام، مع نزلاء دار للمسنّين في بريطانيا، وليس كندا.

يظهر في الصورتان مسنّون وأطفال حول طاولة أو ما في ما يشبه غرفة جلوس.

وجاء في التعليقات المرافقة "في كندا قاموا بدمج دار للمسنّين مع دار للأيتام".

وأضاف المنشور أن هذه الفكرة "غيّرت بشكل جذريّ" حياة المسنّين وأعطت الأيتام "إحساساً عميقاً بالعائلة".

وظهر هذا المنشور على موقعي فيسبوك وإنستغرام حيث حصد عشرات آلاف المشاركات على مدى سنوات، وما يزال انتشاره والتفاعل عليه مستمرّاً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 30 أيلول/سبتمبر 2021 من موقع فيسبوك

حقيقة المنشور

لكن ما جاء في هذا المنشور غير صحيح.

فقد أظهر التفتيش عن الصورة الأولى، أنها منشورة على مواقع لمؤسسات إعلامية بريطانية وأجنبيّة على أنها تُظهر زيارة أجراها أطفال مدرسة لدار للمسنّين في بريستول غرب لندن.

وبحسب المواقع الناشرة، تُظهر هذه الصورة زيارة أجراها أطفال مدرسة حضانة في السنة الرابعة من عمرهم إلى دار "سانت مونيكا" للمسنّين.

واستغرقت هذه الزيارة ستّة أسابيع، وكان الهدف منها دراسة تأثير هذا الاختلاط على الطرفين: المقيمين في دار المسنّين من جهة، وتلاميذ الحضانة - وليس دار أيتام - من جهة أخرى.

إثر ذلك، أرشد التفتيش في صفحة دار المسنّين "سانت مونيكا" على فيسبوك إلى الصورة المتداولة نفسها في سياق الحديث عن التجربة الاجتماعيّة نفسها.

 

أما الصورة الثانية، فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة مرفقة بمقال بحثي لمتخصصة في الأمراض الذهنية في جامعة بانغور البريطانية. ويتحدّث المقال أيضاً عن تجربة اجتماعيّة عاش فيها أطفال مع مسنّين في دار رعاية، لمدّة ثلاثة أيام. ولا تأتي الدراسة على ذكر دمج دار للأيتام بدار للمسنّين مثلما ادّعت المنشورات المتداولة.

وأظهر التعمّق بالبحث أن الصورة المستخدمة في هذا المقال ملتقطة خلال تصوير فيلم توثيقي للتجربة.

فقد صوّرت هذه التجارب وصدرت على شكل سلسلة وثائقية أثارت اهتماماً واسعاً في بريطانيا وسلّطت الضوء على الوحدة التي يعاني منها كبار السنّ في دور المسنّين.

Image

ولا تقتصر هذه التجارب على بريطانيا، فقد تبيّن أثناء إعداد هذا التقرير أن التجارب الاجتماعية هذه جرت في بلدان عدّة منها الولايات المتحدة وكندا.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا