وزيرة الخارجية اللّيبية، نجلاء المنقوش، في العاصمة الجزائرية بتاريخ 30 آب/أغسطس (ا ف ب / رياض كرمادي) ( AFP / RYAD KRAMDI / AFP)

التصريحات المنسوبة حديثاً لوزيرة الخارجيّة الليبيّة عن انسحاب المقاتلين الأجانب غير دقيقة

في ظلّ المطالبات المحليّة والدولية بانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا، تناقلت صفحات على مواقع التواصل باللغة العربية تصريحاً حديثاً منسوباً لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش يعلن "البدء رسمياً بإخراج كلّ المرتزقة من البلاد". لكن أي تصريح مماثل لم يصدر حديثاً عنها.

جاء في المنشورات المتداولة في الأيام القليلة الماضية "نجلاء المنقوش تعلن رسمياً البدء في إخراج كلّ المرتزقة من البلاد بموافقة الطرفين.

وتفاعل معها متابعون بشكل كبير على الأخص على موقعي فيسبوك وتويتر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 29 أيلول/سبتمبر 2021 من موقع فيسبوك

وانتشرت الأنباء ذاتها بشكل متزامن بصيغ أخرى على صفحات ليبية إخبارية، إذ أوردت "البدء في إخراج كل المرتزقة من البلاد".

سياق ظهور المنشور؟

يأتي ظهور هذه المنشورات بعد أن تداول مسؤولون ليبيون وأجانب في الأسابيع والأشهر الفائتة تصريحات مختلفة، تتحدث عن مصير المقاتلين الأجانب الذين قدّرت الأمم المتّحدة أعدادهم بنحو عشرين ألفاً من بينهم أتراك وروس وتشاديون وسودانيون وسوريون.

وبالفعل، سبق أن توصّلت الأطراف الليبيّة إلى اتفاق عام على خروج هؤلاء المقاتلين، لكن الجدل ما زال مستمرّاً حول تنفيذه.

فبعد فشل هجوم قوات المشير حفتر، الرجل القويّ في الشرق الليبي، على طرابلس بين نيسان/أبريل 2019 وحزيران/يونيو 2020، وقّع الطرفان على اتفاق لوقف إطلاق النار في جنيف في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020 في جنيف. وتضمّن الاتفاق خروج المقاتلين الأجانب في مهلة تسعين يوماً. لكن هذا البند لم يُطبّق إلى الآن.

لكن هل ما نُسب إلى الوزيرة حديثاً صحيح؟

في أيار/مايو الماضي، دعت نجلاء المنقوش لانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من بلدها.

وفي حزيران/يونيو، قالت في ختام مؤتمر دولي في برلين حول ليبيا "لقد أحرزنا تقدماً في ما يتعلق بالمرتزقة ونأمل في أنهم سينسحبون في الأيام المقبلة من الجانبين".

لكن التصريحات المنسوبة لها حديثاً عن "الاتفاق على بدء الانسحاب" أو "البدء فعلياً بالانسحاب" ليست صحيحة.

فلا يمكن العثور على أي أثر له على صفحة وزارة الخارجية أو على أي موقع آخر ذي صدقيّة.

من جهة أخرى، أكّد صحافيو وكالة فرانس برس في طرابلس أن الوزيرة لم تدل بأي تصريح مماثل في الآونة الأخيرة، حتى تاريخ صدور هذا التقرير.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا