شخص يرفع شعار رابعة في جنازة رمزيّة للرئيس المصري السابق محمد مرسي أُقيمت في إسطنبول في 18 حزيران/يونيو 2019 ( أف ب / -)

هل أزالت السلطات التركية نصب رابعة في ظلّ التقارب مع مصر؟

بعد أيام على عقد جولة مباحثات تركية مصريّة في أنقرة بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخباريّة باللغة العربية منشورات تدّعي أن السلطات التركية أزالت نصباً تذكارياً لفضّ اعتصام رابعة العدوية في مصر، الذي سقط فيه مئات القتلى من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ما يوحي بأن هذه الخطوة اتّخذت لإرضاء القاهرة في ظلّ مساعي التقارب بين البلدين. لكن هذا الادّعاء مضلّل، فالسلطات المحليّة في هذه المنطقة الواقعة في الشمال التركي أزالت النصب قبل عامين وليس حديثاً.

يظهر في الصورة نصب على شكل يد رُفعت فيها الأصابع الأربعة. وأصبح هذا الشعار في السنوات الماضية رمزاً لفضّ قوات الأمن المصرية في العام 2013 اعتصامَين لمناصري محمد مرسي في ميدان رابعة العدويّة في شرق القاهرة وميدان النهضة في غربها، والذي خلّف مئات القتلى.

وجاء في التعليقات المرافقة على موقعي فيسبوك وتويتر "الجيش التركي وقوات الدفاع المدني يزيلون تمثالاً لعلامة رابعة، تنازلاً وخضوعاً للتقارب مع مصر".

وظهر الخبر نفسه على مواقع إخبارية باللغة العربية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 17 أيلول/سبتمبر 2021 من موقع فيسبوك

سياق ظهور المنشور

بحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور على مواقع التواصل باللغة العربية في الحادي عشر من الشهر الجاري، أي بعد أيام على انعقاد الجولة الثانية من المشاورات التركيّة المصريّة في أنقرة الرامية إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.

وتأتي مساعي التقارب بين البلدين بعد سنوات من التوتّر منذ إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي في العام 2013، على إثر تظاهرات حاشدة معارضة له.

خطوات على طريق التقارب

في هذا السياق، طلب مستشارو الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من مقدّمي برامج مصريين معارضين مقيمين في تركيا تخفيف حدّة الانتقادات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

واضطر بعض هؤلاء المقدّمين إلى إنهاء برامجهم وتوديع جمهورهم في الأشهر الماضية، علماً أنهم يحظون بملايين المتابعين على مواقع التواصل.

هل اُزيل نصب رابعة ضمن هذا السياق أيضاً؟

لكن إزالة نصب اليد ذات الأصابع الأربعة المرفوعة لا شأن له بالتقارب المصري التركي.

وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في إسطنبول، شُيّد هذا النصب في العام 2017، وأزيل في العام 2019، أي قبل وقت طويل على بدء المباحثات المصريّة التركيّة التي بدأت في العام الجاري.

ونقلت وسائل إعلام تركيّة خبر ازالة السلطات المحليّة في مدينة دوزجي النصب في العام 2019، مرفقاً بالصورة نفسها المنتشرة حالياً على مواقع التواصل.

وسبق أن أصدرت منصّة "متصدّقش" المصريّة المعنيّة بالردّ على الأخبار المضلّلة تقريراً فنّدت فيه هذا الادعاء بالاستناد إلى تقارير إعلاميّة تركيّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا