هذه الصورة ليست لفتاة ألمانية تبكي بعد سماح المحكمة لها بارتداء الحجاب بل هي مصوّرة في لبنان

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر فتاة ألمانية تبكي بعد أن أجازت لها محكمة في بلدها أن تضع الحجاب. لكن هذا الادعاء غير صحيح، فألمانيا لا تحظر على النساء ارتداء الحجاب، أما هذه الصورة فهي ملتقطة في لبنان قبل نحو عشر سنوات ولا شأن لألمانيا بها.

تظهر في الصورة فتاة محجّبة تبتسم والدموع في عينيها.

وجاء في التعليقات المرافقة "فتاة ألمانية تبكي فرحاً داخل قاعة المحكمة بعد أن حكم لها بارتداء الحجاب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 أيلول/سبتمبر 2021 من موقع فيسبوك

منشور مضلّل

لكن ما ورد في المنشور مُضلّل.

فصحيح أن بعض المقاطعات في ألمانيا تفرض قيوداً على ارتداء النقاب في المدارس، لكن الحجاب الذي يظهر معه الوجه ليس محظوراً لا في المدارس ولا في الأماكن العامّة، ولا يتعلّق حظره سوى ببعض الحالات مثل النساء القضاة أثناء ممارسة عملهنّ في محاكم بعض المقاطعات.

وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في برلين، من الممكن أن يكون مصدر هذه المنشورات المضلّلة حكم أصدرته محكمة في هامبورغ في شباط/فبراير 2020 أجاز لطالبة مسلمة ارتداء النقاب، وليس الحجاب، في مؤسستها التعليميّة.

أصل الصورة

أما الصورة، فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة قبل سنوات على حسابات على مواقع التواصل قالت إن الصورة ملتقطة في لبنان، وإنها منشورة على موقع إلكترونيّ محلّي هناك، لكن الرابط المؤدي للصورة لا يعمل.

وأرشد البحث أيضاً إلى نسخ من الصورة عليها توقيع "غسّان الزعتري"، وهو مصّور صحافي في مدينة صيدا الجنوبيّة.

وقال غسّان الزعتري لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس "أنا التقطت هذه الصورة، في العام 2011، كان ذلك حفل تكريم".

وأَضاف "أدى تغيير خوادم الموقع إلى حذف هذه الصورة عن صفحاته".

وزوّد غسان الزعتري صحافيي فرانس برس بعدد من الصور التي التقطها للفتاة نفسها في المناسبة نفسها.

Image
مجموعة صور التقطها المصوّر اللبناني غسان الزعتري في العام 2011

 

 

 

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا