الخبر المتداول عن اقتحام سيّدة لبنانية صيدليّة بسيارتها بعد عدم حصولها على دواء غير صحيح

"لم تحصل على الدواء فاقتحمت الصيدلية بسيارتها"عنوانٌ مرفق بفيديو تداولته مواقع إخباريّة لبنانيّة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاقٍ واسع، فمن السهل تصديق هذه الرواية في لبنان في ظلّ أزمة حادّة دفعت البعض ممن يبحثون عن أدوية مفقودة إلى مهاجمة صيدليات. إلا أنّ السيدة اللبنانية التي اقتحمت الصيدلية بسيارتها لم تفعل ذلك عمداً، بل بسبب عطل ميكانيكي.

تتضمّن المنشورات المتداولة صوراً لسيّارة رباعيّة الدفع داخل صيدليّة بين الزجاج المحطّم، وأرفقت منشورات أخرى بفيديو ملتقط من كاميرات المراقبة يظهر لحظة اقتحام السيّارة واجهة الصيدلية واستقرارها في داخلها.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 7 آب/أغسطس 2021 عن موقع فيسبوك

جاء في التعليقات المرافقة أنّ السيّدة التي تقود السيّارة لم تجد الدواء فاقتحمت الصيدليّة عمداً.

نشرت التسجيل أيضاً مواقع إخباريّة عدّة (3,2,1) ووصف أحد المواقع المحليّة الحادثة بـ"عجائب الأزمة في لبنان".

أدوية مفقودة 

وحظي هذا الفيديو بانتشارٍ واسعٍ على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى تطبيق واتساب في وقتٍ يبحث اللبنانيون عبثاً عن أدويتهم في صيدليات باتت رفوفها فارغة بعد انقطاع عدد كبير من الأدوية، حتى مسكّنات الألم العادية وحليب الأطفال الرضّع.

وتعرّضت في الأشهر السابقة صيدليات للتكسير أو التهديد بالسلاح من أشخاصٍ يائسين يبحثون عن أدويتهم. 

ولدى ظهور هذا الفيديو على مواقع التواصل، رحّب الكثير من المعلّقين به، في ظلّ اتّهامات يسوقها البعض لتجّار الأدوية وعدد من الصيدليات بإخفاء الدواء عمداً لبيعه بأسعارٍ مضاعفة. 

Image

عطلٌ ميكانيكيّ 

لكن هذا الحادث تحديداً لم يقع عمداً، بل بسبب عطل في السيّارة حال دون السيطرة عليها.

فقد تمكّن صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس من التواصل مع السيّدة سائقة السيّارة، وهي لم تكن على علم بعد بأن صور سيّارتها ومشاهد الحادث تجتاح صفحات مواقع التواصل اللبنانية.

وقالت "بالتأكيد لم أتعمّد تحطيم الصيدليّة! كنت أركن السيّارة أمامها لكن عطلاً في دوّاسة البنزين جعلتني أفقد السيطرة على السيّارة".

وأضافت السيّدة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها "الحمد لله لم يصبّ أحد في الصيدليّة بضرر ولم أصب بأذى".

قبل ذلك بقليل، أصدرت قوى الأمن الداخلي بياناً حول الحادث نفت فيه ما تردّد على مواقع التواصل. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا