هذا الفيديو لا يصوّر قتل مهرّب في لبنان بل جريمة في السويد

ظهر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان فيديو قيل إنه يُظهر قتل شخص متورّط في عمليات تهريب للمواد الأساسية إلى خارج البلد، في ظلّ شحّ كبير وضغط معيشيّ هائل يعاني منه اللبنانيون منذ أشهر. لكن هذا الفيديو يصوّر في الحقيقة جريمة في السويد ولا شأن له بلبنان وأزمته الاقتصادية المستفحلة وتداعياتها.

يظهر في الفيديو، المصوّر على ما يبدو من كاميرا مراقبة، شخصان مسلّحان يطلقان النار على شخص جالس عند مصفّف الشعر، ثم يلوذان بالفرار وسط حالة ذعر بين الموجودين.

وأرفق هذا الفيديو، على موقعي فيسبوك وتويتر، بتعليقات مثل "عملية تصفية المهرّب الأول للبنزين إلى سوريا، في طرابلس" كبرى مدن الشمال اللبناني.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع عشر من تموز/يوليو 2021 من موقع فيسبوك

يأتي ظهور هذا المنشور فيما يعاني لبنان من أزمة اقتصاديّة لم يسبق لها مثيل في تاريخه المضطرب، وشحّ في المواد الأساسية مثل المحروقات، في ظلّ أزمة سياسية حادّة تحول دون تشكيل حكومة.

ويردّ مسؤولون لبنانيون أزمة المحروقات في جزء منها إلى عمليات تهريبه إلى سوريا نظراً إلى الفرق في الأسعار. وتعلن الأجهزة الأمنية اللبنانية بانتظام توقيف مهربين ينقلون البنزين والغاز عبر الحدود.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو لا يصوّر مقتل مهرّب في شمال لبنان.

فقد توصّل مدققو الأخبار في صحيفة النهار اللبنانية، وباستخدام أداة Invid، إلى أن الفيديو نفسه سبق أن نُشر في الأيام الماضية على مواقع إخبارية في السويد.

إثر ذلك، أكّد صحافيو وكالة فرانس برس في ستوكهولم أن هذا الفيديو مصّور فعلاً في السويد، بالاستناد إلى ما أوردته وكالة الأنباء السويديّة ووسائل إعلام أخرى.

ووقعت هذه الجريمة في مدينة غوتنبرغ غرب السويد، والشاب الذي قُتل كان في الخامسة والعشرين من عمره.

ورغم أن الشرطة السويديّة قليلاً ما تُفصح عن التفاصيل، لكنها هذه المرّة قالت إن الضحية كانت على صلة بـ"أجواء العصابات" في غوتنبرغ، وفقاً لصحافيي فرانس برس في ستوكهولم.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا