هذه الصورة تُظهر ازدحاماً خانقاً في الصين وليس احتجاجاً مطلبياً في ألمانيا

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر احتجاجاً على رفع ثمن الوقود في ألمانيا، لكن الصورة في الحقيقة تُظهر ازدحاماً في الصين وليس احتجاجاً في ألمانيا.

تظهر في الصورة الملتقطة من أعلى مئات السيارات في شارع كبير.

وجاء في التعليقات المرافقة إن الصورة تُظهر احتجاجاً نفّذه مواطنون ألمان بعد ساعة على رفع الحكومة ثمن وقود السيارات.

وبحسب المنشور، سُدّت الشوارع بأكثر من مليون سيّارة، فأعلنت السلطات بعد ساعات التراجع عن رفع الثمن.

حصد المنشور أكثر من 21 ألف مشاركة من هذه الصفحة وحدها، إضافة إلى آلاف أخرى من صفحات عدّة خلال السنوات الماضية، وحتى تاريخ صدور هذا التقرير.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من تموز/يوليو 2021 من موقع فيسبوك

زحمة سير في الصين

لكنّ هذه الصورة لا علاقة لها بألمانيا، ولم تُسجّل في ألمانيا حادثة احتجاج بهذه التفاصيل، وفقاً لصحافيي مكتب وكالة فرانس برس في برلين.

من جهة أخرى، سرعان ما يقود التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث إلى مواقع صينيّة نشرتها مع الإشارة إلى أنها تُظهر زحمة خانقة في الطريق السريع على مدخل بكين.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرك غوغل باستخدام كلمات مفتاح باللغة الإنكليزية "الصين- زحمة سير- بكين- صورة من الجوّ" إلى مقالات ومقاطع مصوّرة مشابهة تماماً وملتقطة في الصين.

وأمكن العثور على الصورة نفسها، وهي منشورة على موقع ALAMY لتخزين الصور، وأرفقت الصورة بشرح يفيد أنها مصوّرة من الجوّ وتُظهر ازدحاماً مروروياً على الطريق السريع الذي يربط بكين بماكاو.

والتقطت الصورة هذه في السادس من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015.

احتجاجات على أسعار الوقود في ألمانيا

صحيح أن المواطنين الألمان احتجوا مرات عديدة على ارتفاع أسعار الوقود، لكنّ آخر أضخم الاحتجاجات يعود إلى قبل 18 عاماً عندما قامت أكثر من سبعة آلاف شاحنة وسيارة تاكسي بقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى وسط برلين للمطالبة بسحب الضريبة المفروضة على الوقود.

وشهدت ألمانيا في العام 2021 احتجاجات على رفع أسعار الوقود (سبعة أو ثمانية سنتات لليتر الواحد)، لكنها لم تتجلّ بهذه الطريقة التي روّج لها المنشور المضلّل بل نزل آلاف إلى شوارع عدد من المدن.

وسبق أن انتشرت صور أخرى تُظهر زحمة سير خانقة في الصين، ولكن قيل إنها تُظهر احتجاجاً في ألمانيا.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا